3.
مجلد
3. صحيح مسلم/ مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري
( 800 ) حدثنا هناد بن السري ومنجاب بن
الحارث التميمي جميعا عن علي بن مسهر عن الأعمش بهذا الإسناد وزاد هناد في روايته
قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر اقرأ علي
(1/551)
248
- ( 800 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة حدثني مسعر
وقال أبو كريب عن مسعر عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعبدالله بن مسعود اقرأ علي
قال أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال إني أحب أن أسمعه من غيري قال فقرأ عليه من أول
سورة النساء إلى قوله فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا
فبكى
قال مسعر فحدثني معن عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه عن ابن مسعود قال
Y قال النبي صلى الله عليه و سلم شهيدا عليهم ما دمت فيهم أو ما كنت
فيهم ( شك مسعر )
(1/551)
249
- ( 801 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن
عبدالله قال
Y كنت بحمص فقال لي بعض القوم اقرأ علينا فقرأت عليهم سورة يوسف قال
فقال رجل من القوم والله ما هكذا أنزلت قال قلت ويحك والله لقد قرأتها على رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقال لي أحسنت
فبينما أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر قال فقلت أتشرب الخمر وتكذب بالكتاب ؟ لا
تبرح حتى أجلدك قال فجلدته الحد
[ ش ( وتكذب بالكتاب ) معناه تنكر بعضه جاهلا وليس المراد التكذيب الحقيقي فإنه لو
كذب حقيقة لكفر وصار مرتدا يجب قتله وقد أجمعوا على أن من جحد حرفا مجمعا عليه من
القرآن فهو كافر تجري عليه أحكام المرتدين ]
(1/551)
( 801 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية جميعا عن الأعمش بهذا الإسناد وليس في حديث أبي معاوية فقال لي أحسنت
(1/551)
41 - باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه
(1/551)
250
- ( 802 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله عليه وسلم أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه
ثلاث خلفات عظام سمان ؟ قلنا نعم قال فثلاث آيات يقرأ بهن أحدكم في صلاته خير له
من ثلاث خلفات عظام سمان
[ ش ( خلفات ) الخلفات الحوامل من الإبل إلى أن يمضي عليها نصف أمدها ثم هي عشار
والواحدة خلفة وعشراء ]
(1/552)
251
- ( 803 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي قال
سمعت أبي يحدث عن عقبة ابن عامر قال
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن في الصفة فقال أيكم يحب
أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا
قطع رحم ؟ فقلنا يا رسول الله نحب ذلك قال أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو
يقرأ آيتين من كتاب الله عز و جل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير
له من أربع ومن أعدادهن من الإبل ؟
[ ش ( الصفة ) أي في موضع مظلل من المسجد الشريف كان فقراء المهاجرين يأوون إليه
وهم المسمون بأصحاب الصفة وكانوا أضياف الإسلام ( يغدو ) أي يذهب في الغدوة وهي
أول النهار ( بطحان ) اسم موضع بقرب المدينة ( العقيق ) واد بالمدينة ( كوماوين )
الكوماء من الإبل العظيمة السنام ]
(1/552)
42 - باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة
(1/552)
252
- ( 804 ) حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة ( وهو الربيع بن نافع )
حدثنا معاوية ( يعني ابن سلام ) عن زيد أنه سمع أبا سلام يقول حدثني أبو أمامة
الباهلي قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اقرؤوا القرآن فإنه يأتي
يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان
يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان
عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة
قال معاوية بلغني أن البطلة السحرة
[ ش ( الزهراوين ) سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما ( كأنهما
غمامتان أو إنهما غيايتان ) قال أهل اللغة الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان
فوق رأسه سحابة وغيرة وغيرهما قال العلماء المراد أن ثوابهما يأتي كغمامتين (
كأنهما فرقان من طير صواف ) وفي الرواية الأخرى كأنهما حزقان من طير صواف الفرقان
والحزقان معناهما واحد وهما قطيعان وجماعتان يقال في الواحد فرق وحزق وحزيقة وقوله
من طير صواف جمع صافة وهي من الطيور ما يبسط أجنحتها في الهواء ( تحاجان عن
أصحابهما ) أي تدافعان الجحيم والزبانية وهو كناية عن المبالغة في الشفاعة ( ولا
يستطيعها ) أي لا يقدر على تحصيلها ]
(1/553)
( 804 ) وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى ( يعني ابن حسان ) حدثنا معاوية بهذا الإسناد مثله غير أنه قال وكأنهما في كليهما ولم يذكر قول معاوية بلغني
(1/553)
253
- ( 805 ) حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا يزيد بن عبدربه حدثنا الوليد بن مسلم عن
محمد بن مهاجر عن الوليد ابن عبدالرحمن الجرشي عن جبير بن نفير قال سمعت النواس بن
سمعان الكلابي يقول
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول يؤتى بالقرآن يوم القيامة
وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان
بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما
[ ش ( تقدمه ) أي تتقدمه ( شرق ) هو بفتح الراء وإسكانها أي ضياء ونور وممن حكى
فتح الراء وإسكانها القاضي وآخرون والأشهر في الرواية واللغة الإسكان ]
(1/554)
43 - باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة
(1/554)
254
- ( 806 ) حدثنا حسن بن الربيع وأحمد بن جواس الحنفي قالا حدثنا أبو الأحوص عن
عمار بن رزيق عن عبدالله ابن عيسى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال
Y بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه و سلم سمع نقيضا من
فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك
فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما
لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا
أعطيته
[ ش ( نقيضا ) أي صوتا كصوت الباب إذا فتح ]
(1/554)
255
- ( 807 ) وحدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا منصور عن إبراهيم عن عبدالرحمن بن
يزيد قال
Y لقيت أبا مسعود عند البيت فقلت حديث بلغني عنك في الآيتين في سورة
البقرة فقال نعم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الآيتان من آخر سورة البقرة من
قرأهما في ليلة كفتاه
[ ش ( كفتاه ) أي دفعتا عنه الشر والمكروه ]
(1/554)
( 807 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة كلاهما عن منصور بهذا الإسناد
(1/554)
256
- ( 808 ) وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا ابن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم
عن عبدالرحمن بن يزيد عن علقمة بن قيس عن أبي مسعود الأنصاري قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قرأ هاتين الآيتين من آخر
سورة البقرة في ليلة كفتاه قال عبدالرحمن فلقيت أبا مسعود وهو يطوف بالبيت فسألته
فحدثني به عن النبي صلى الله عليه و سلم
(1/555)
( 808 ) وحدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى ( يعني ابن يونس ) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير جميعا عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبدالرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(1/555)
( 808 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص وأبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبدالرحمن بن يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(1/555)
44 - باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي
(1/555)
257
- ( 809 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن سالم بن
أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء أن النبي صلى
الله عليه و سلم قال
Y من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال
(1/555)
( 809 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا همام جميعا عن قتادة بهذا الإسناد قال شعبة من آخر الكهف وقال همام من أول الكهف كما قال هشام
(1/555)
258
- ( 810 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى بن عبدالأعلى عن الجريري عن
أبي السليل عن عبدالله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من
كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أتدري أي آية من
كتاب الله معك أعظم ؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري
وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر
[ ش ( ليهنك العلم ) أي ليكن العلم هنيئا لك ]
(1/556)
45 - باب فضل قراءة قل هو الله أحد
(1/556)
259
- ( 811 ) وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن بشار قال زهير حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة
عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء عن النبي صلى
الله عليه و سلم قال
Y أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ قالوا وكيف يقرأ ثلث
القرآن ؟ قال قل هو الله أحد يعدل ثلث القرآن
[ ش ( يعدل ) أي تساوي ]
(1/556)
260
- ( 811 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان العطار جميعا عن قتادة بهذا
الإسناد وفي حديثهما من قول النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إن الله جزأ القرآن ثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد جزءا من
أجزاء القرآن
[ ش ( فجعل قل هو الله أحد جزءا من أجزاء القرآن ) قال المازري قيل معناه أن
القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وصفات لله تعالى وقل هو الله أحد متمحضة للصفات
فهي ثلث وجزء من ثلاثة أجزاء ]
(1/556)
261
- ( 812 ) وحدثني محمد بن حاتم ويعقوب بن إبراهيم جميعا عن يحيى قال ابن حاتم
حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد ابن كيسان حدثنا أبو حازم عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث
القرآن فحشد من حشد ثم خرج نبي الله صلى الله عليه و سلم فقرأ قل هو الله أحد ثم
دخل فقال بعضنا لبعض إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج نبي
الله صلى الله عليه و سلم فقال إني قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن ألا إنها تعدل
ثلث القرآن
[ ش ( احشدوا ) أي اجتمعوا وفي المصباح حشدت القوم حشدا من باب قتل وفي لغة من باب
ضرب إذا جمعتهم وحشدوا هم يستعمل لازما ومتعديا وقال ابن الأثير أي اجتمعوا
واستحضروا الناس ]
(1/557)
262
- ( 812 ) وحدثنا واصل بن عبدالأعلى حدثنا ابن فضيل عن بشير أبي إسماعيل عن أبي
حازم عن أبي هريرة قال
Y خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أقرأ عليكم ثلث
القرآن فقرأ قل هو الله أحد الله الصمد حتى ختمها
(1/557)
263 - ( 813 ) حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب حدثنا عمي عبدالله بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن أبا الرجال محمد بن عبدالرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبدالرحمن وكانت في حجر عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ ( قل هو الله أحد ) فلما رجعوا ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه فقال لأنها صفة الرحمن فأنا أحب أن أقرأ بها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبروه أن الله يحبه
(1/557)
46 - باب فضل قراءة المعوذتين
(1/557)
264
- ( 814 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن بيان عن قيس بن أبي حازم عن عقبة بن
عامر قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألم تر آيات أنزلت الليلة لم
ير مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
(1/558)
265
- ( 814 ) وحدثني محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا إسماعيل عن قيس عن عقبة
بن عامر قال
Y قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أنزل أو أنزلت علي آيات لم
ير مثلهن قط المعوذتين
[ ش ( لم ير ) ضبطناه نر بالنون المفتوحة وبالياء المضمومة وكلاهما صحيح (
المعوذتين ) هكذا هو في جميع النسخ وهو صحيح وهو منصوب بفعل محذوف أي أعني
المعوذتين وهو بكسر الواو ]
(1/558)
( 814 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلاهما عن إسماعيل بهذا الإسناد مثله وفي رواية أبي أسامة عن عقبة بن عامر الجهني وكان من رفعاء أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم
(1/558)
47 - باب فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه وفضل من تعلم حكمة من فقه أو غيره فعمل بها و علمها
(1/558)
266
- ( 815 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب كلهم عن ابن عيينة
قال زهير حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله
عليه و سلم قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به أناء الليل
وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار
[ ش ( لا حسد إلا في اثنتين ) قال العلماء الحسد قسمان حقيقي ومجازي فالحقيقي تمني
زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة وأما المجازي فهو
الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها فإن كانت
من أمور الدنيا كانت مباحة وإن طاعة فهي مستحبة والمراد بالحديث لا غبطة محبوبة
إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما ( آناء الليل وآناء النهار ) أي ساعاته
واحده الآن ]
(1/558)
267
- ( 815 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال
أخبرني سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد إلا على اثنتين رجل
آتاه الله هذا الكتاب فقام به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فتصدق
به آناء الليل وآناء النهار
(1/558)
268
- ( 816 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال قال
عبدالله بن مسعود ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ومحمد بن بشر قالا حدثنا إسماعيل عن
قيس قال
Y سمعت عبدالله بن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا
حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله
حكمة فهو يقضي بها ويعلمها
[ ش ( على هلكته ) أي إنفاقه في الطاعات ]
(1/559)
269
- ( 817 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن شهاب عن
عامر بن واثلة أن نافع ابن عبدالحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة
فقال
Y من استعملت على أهل الوادي ؟ فقال ابن أبزى قال ومن ابن أبزى ؟
قال مولى من موالينا قال فاستخلفت عليهم مولى ؟ قال إنه قارئ لكتاب الله عز و جل
وإنه عالم بالفرائض قال عمر أما إن نبيكم صلى الله عليه و سلم قد قال إن الله يرفع
بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين
(1/559)
( 817 ) وحدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي وأبو بكر بن إسحاق قالا أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني عامر بن واثلة الليثي أن نافع بن عبدالحارث الخزاعي لقي عمر بن الخطاب بعسفان بمثل حديث إبراهيم بن سعد عن الزهري
(1/559)
48 - باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه
(1/559)
270
- ( 818 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن
عبدالرحمن بن عبدالقاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول
Y سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها
وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى
انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله
إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم أرسله اقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة
أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه
[ ش ( فكدت أن أعجل عليه ) أي قاربت أن أخاصمه بالعجلة في أثناء القراءة ( ثم
لببته ) معناه أخذت بمجامع ردائه في عنقه وجررته به مأخوذ من اللبة لأنه يقبض
عليها ( أنزل على سبعة أحرف ) قال العلماء سبب إنزاله على سبعة التخفيف والتسهيل
ولذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم هون على أمتي كما صرح به في الرواية الأخرى
واختلف العلماء في المراد بسبعة أحرف قال القاضي عياض هو توسعة وتسهيل لم يقصد به
الحصر قال وقال الأكثرون هو حصر للعدد في سبعة ثم قيل هي سبعة في المعاني كالوعد
والوعيد والمحكم والمتشابه والحلال والحرام والقصص والأمثال والأمر والنهي ثم
اختلف هؤلاء في تعيين السبعة وقال آخرون هي في أداء التلاوة وكيفية النطق بكلماتها
من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق وإمالة ومد لأن العرب كانت مختلفة اللغات في هذه
الوجوه فيسر الله تعالى عليهم ليقرأ كل إنسان بما يوافق لغته ويسهل على لسانه وقال
آخرون هي الألفاظ والحروف وإليه أشار ابن شهاب بما رواه مسلم عنه في الكتاب ثم
اختلف هؤلاء فقيل سبع قراءات وأوجه وقال أبو عبيد سبع لغات للعرب يمنها ومعدها وهي
أفصح اللغات وأعلاها وقيل بل السبعة كلها لمضر وحدها وهي متفرقة في القرآن غير
مجتمعة في كلمة واحدة وقيل بل هي مجتمعة في بعض الكلمات وقال القاضي أبو بكر بن
الباقلاني الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه
و سلم وضبطها عنه الأئمة وأثبتها عثمان والجماعة في المصحف وأخبروا بصحتها وإنما
حذفوا منها ما لم يثبت متواترا وأن هذه الأحرف تختلف معانيها تارة وألفاظها أخرى
وليست متضاربة ولا متنافية وذكر الطحاوي أن القراءة بالأحرف السبعة كانت في أول
الأمر خاصة للضرورة لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع الطوائف بلغة فلما كثر الناس
والكتاب وارتفعت الضرورة عادت إلى قراءة واحدة ]
(1/560)
271
- ( 818 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني
عروة بن الزبير أن المسور ابن مخرمة وعبدالرحمن بن عبدالقاري أخبراه أنهما سمعا
عمر بن الخطاب يقول
Y سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله
عليه و سلم وساق الحديث بمثله وزاد فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم
[ ش ( فكدت أساوره ) أي أعاجله وأواثبه ( فتصبرت ) أي تكلفت الصبر حتى سلم أي فرغ
من صلاته ]
(1/560)
( 818 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري كرواية يونس بإسناده
(1/560)
272
- ( 819 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني
عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أن ابن عباس حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال
Y أقرأني جبريل عليه السلام على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده
فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف
قال ابن شهاب بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا
يختلف في حلال ولا حرام
(1/561)
( 819 ) وحدثناه عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد
(1/561)
273
- ( 820 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
عبدالله بن عيسى بن عبدالرحمن ابن أبي ليلى عن جده عن أبي بن كعب قال
Y كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر
فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعا على رسول الله صلى الله
عليه و سلم فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه
فأمرهما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقرآ فحسن النبي صلى الله عليه و سلم
شأنهما فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذا كنت في الجاهلية فلما رأى رسول الله صلى
الله عليه و سلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقا وكأنما أنظر إلى الله عز و جل
فرقا فقال لي يا أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي
فرد إلى الثانية اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فرد إلى الثالثة
اقرأه على سبعة أحرف فلك بكل ردة رددتها مسألة تسألينها فقلت اللهم اغفر لأمتي
وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلى الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه و سلم
[ ش ( فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية ) معناه وسوس لي الشيطان
تكذيبا للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية لأنه في الجاهلية كان غافلا أو متشككا
فوسوس الشيطان الجزم بالتكذيب قال القاضي عياض معنى قوله سقط في نفسي أنه اعترته
حيرة ودهشة قال وقوله ولا إذ كنت في الجاهلية معناه أن الشيطان نزغ في نفسه تكذيبا
لم يعتقده قال وهذه الخواطر إذا لم يستمر عليها لا يؤاخذ بها قال القاضي قال
المازري معنى هذا أنه وقع في نفس أبي بن كعب نزغة من الشيطان غير مستقرة ثم زالت
في الحال حين ضربه النبي صلى الله عليه و سلم بيده في صدره ففاض عرقا ( ضرب في
صدري ففضت عرقا ) قال القاضي ضربه صلى الله عليه و سلم تثبيتا له حين رآه قد غشيه
ذلك الخاطر المذموم قال ويقال فضت عرقا وفضت بالضاد المعجمة والصاد المهملة قال
وروايتنا هنا بالمعجمة قال النووي وكذا هو في معظم أصول بلادنا وفي بعضها بالمهملة
( مسألة تسألينها ) معناه مسألة مجابة قطعا وأما باقي الدعوات فمرجوة ليست قطعية
الإجابة ]
(1/561)
( 820 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثني إسماعيل بن أبي خالد حدثني عبدالله بن عيسى عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أخبرني أبي بن كعب أنه كان جالسا في المسجد إذ دخل رجل فصلى فقرأ قراءة واقتص الحديث بمثل حديث ابن نمير
(1/561)
274
- ( 821 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثناه ابن المثنى
وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن
أبي ليلى عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه و سلم كان عند أضاة بني غفار قال
فأتاه جبريل عليه السلام فقال
Y إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله
معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ
أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم
جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال أسأل
الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك ثم جاءه الرابعة فقال إن الله يأمرك أن
تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا
[ ش ( أضاة بني غفار ) الإضاة هي الماء المستنقع كالغدير وجمعها أضا كحصاة وحصا
وإضاء بكسر الهمزة والمد كأكمة وإكام ]
(1/562)
( 821 ) وحدثناه عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة بهذا الإسناد مثله
(1/562)
49 - باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ وهو الإفراط في السرعة وإباحة سورتين فأكثر في ركعة
(1/562)
275
- ( 822 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير جميعا عن وكيع قال أبو بكر حدثنا
وكيع عن الأعمش عن أبي وائل قال
Y جاء رجل يقال له نهيك بن سنان إلى عبدالله فقال يا أبا عبدالرحمن
كيف تقرأ هذا الحرف ألفا تجده أم ياء من ماء غير آسن أو من ماء غير يا سن ؟ قال
فقال عبدالله وكل القرآن قد أحصيت غير هذا ؟ قال إني لأقرأ المفصل في ركعة فقال
عبدالله هذا كهذا الشعر ؟ إن أقواما يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع
في القلب فرسخ فيه نفع إن أفضل الصلاة الركوع والسجود إني لأعلم النظائر التي كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرن بينهن سورتين في كل ركعة ثم قام عبدالله فدخل
علقمة في إثره ثم خرج فقال قد أخبرني بها
قال ابن نمير في روايته جاء رجل من بني بجيلة إلى عبدالله ولم يقل نهيك بن سنان
[ ش ( آسن ) الآسن من الماء هو المتغير الطعم واللون ( يا سن ) قال في القاموس
اليسن محركة أسن البئر وقد يسن كفرح ( هذا كهذا الشعر ) نصبه على المصدر أي أتهذ
القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر قال النووي الهذ شدة الإسراع
والإفراط في العجلة وقال النووي قوله كهذا الشعر معناه في حفظه وروايته لا في
إنشاده وترنمه لأنه يرتل في الإنشاد والترنم في العادة ( لا يجاوز تراقيهم ) أي لا
يجاوز القرآن تراقيهم ليصل إلى قلوبهم فليس حظهم منه إلا مروره على ألسنتهم
والتراقي جمع ترقوة وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق وهما ترقوتان من
الجانبين ]
(1/563)
276
- ( 822 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال جاء رجل
إلى عبدالله يقال له نهيك ابن سنان بمثل حديث وكيع غير أنه قال
Y فجاء علقمة ليدخل عليه فقلنا له سله عن النظائر التي كان رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بها في ركعة فدخل عليه فسأله ثم خرج علينا فقال
عشرون سورة من المفصل في تأليف عبدالله
(1/563)
277
- ( 822 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش في هذا
الإسناد بنحو حديثهما وقال
Y إني لأعرف النظائر التي يقرأ بهن رسول الله صلى الله عليه و سلم
اثنتين في ركعة عشرين سورة في عشر ركعات
(1/563)
278
- ( 822 ) حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل الأحدب عن أبي وائل
قال
Y غدونا على عبدالله بن مسعود يوما بعد ما صلينا الغداة فسلمنا
بالباب فأذن لنا قال فمكنا بالباب هنية قال فخرجت الجارية فقالت ألا تدخلون ؟
فدخلنا فإذا هو جالس يسبح فقال ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم ؟ فقلنا لا إلا أنا
ظننا أن بعض أهل البيت نائم قال ظننتم بآل ابن أم عبد غفلة ؟ قال ثم أقبل يسبح حتى
ظن أن الشمس قد طلعت فقال يا جارية انظري هل طلعت ؟ قال فنظرت فإذا هي لم تطلع
فأقبل يسبح حتى إذا ظن أن الشمس قد طلعت قال يا جارية انظري هل طلعت ؟ فنظرت فإذا
هي قد طلعت فقال الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا ( فقال مهدي وأحسبه قال ) ولم
يهلكنا بذنوبنا قال فقال رجل من القوم قرأت المفصل البارحة كله قال فقال عبدالله
هذا كهذ الشعر ؟ إنا لقد سمعنا القرائن وإني لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثمانية عشر من المفصل وسورتين من آل حم
[ ش ( ابن أم عبد ) فإن نفسه فإن أم عبد الهذلية أمه والنبي صلى الله عليه و سلم
وغيره كانوا يقولون لابن مسعود ابن أم عبد ( ثمانية عشر من المفصل ) هكذا هو في
الأصول المشهورة ثمانية عشر وفي نادر منها ثمان عشرة والأول صحيح أيضا على تقدير
ثمانية عشر نظيرا ]
(1/563)
279
- ( 822 ) حدثنا عبد بن حميد حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن منصور عن شقيق
قال
Y جاء رجل من بني بجيلة يقال له نهيك بن سنان إلى عبدالله فقال إني
أقرأ المفصل في ركعة فقال عبدالله هذا كهذ الشعر ؟ لقد علمت النظائر التي كان رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بهن سورتين في ركعة
(1/563)
(
822 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة
عن عمرو بن مرة أنه سمع أبا وائل يحدث أن رجلا جاء إلى ابن مسعود فقال
Y إني قرأت المفصل الليلة كله في ركعة فقال عبدالله هذا كهذ الشعر ؟
فقال عبدالله لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرن بينهن
قال فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين سورتين في كل ركعة
(1/563)
50 - باب ما يتعلق بالقراءات
(1/563)
280
- ( 823 ) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال
Y رأيت رجلا سأل الأسود بن يزيد وهو يعلم القرآن في المسجد فقال كيف
تقرأ هذه الآية ؟ فهل من مدكر ؟ أدالا أم ذالا ؟ قال بل دالا سمعت عبدالله بن
مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مدكر دالا
[ ش ( مدكر ) أصله مذتكر فأبدلت التاء دالا مهملة ثم أدغمت المعجمة في المهملة
فصار النطق بدال مهملة ]
(1/565)
281 - ( 823 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقرأ هذا الحرف فهل من مدكر
(1/565)
282
- ( 824 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( واللفظ لأبي بكر ) قالا حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال
Y قدمنا الشام فأتانا أبو الدرداء فقال أفيكم أحد يقرأ على قراءة
عبدالله ؟ فقلت نعم أنا قال فكيف سمعت عبدالله يقرأ هذه الآية ؟ { والليل إذا يغشى
} قال سمعته يقرأ والليل إذا يغشى والذكر والأنثى قال وأنا والله هكذا سمعت رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقرؤها ولكن هؤلاء يريدون أن أقرأ وما خلق فلا أتابعهم
(1/565)
283
- ( 824 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن المغيرة عن إبراهيم قال
Y أتى علقمة الشام فدخل مسجدا فصلى فيه ثم قام إلى حلقة فجلس فيها
قال فجاء رجل فعرفت فيه تحوش القوم وهيئتهم قال فجلس إلى جنبي ثم قال أتحفظ كما
كان عبدالله يقرأ ؟ فذكر بمثله
[ ش ( تحوش القوم ) أي انقباضهم قال القاضي ويحتمل أن يريد الفطنة والذكاء يقال
رجل حوشي الفؤاد أي حديده ]
(1/565)
284
- ( 824 ) وحدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بن أبي هند
عن الشعبي عن علقمة قال
Y لقيت أبا الدرداء فقال لي ممن أنت ؟ قلت من أهل العراق قال من
أيهم ؟ قلت من أهل الكوفة قال هل تقرأ على قراءة عبدالله بن مسعود ؟ قال قلت نعم
قال فاقرأ والليل إذا يغشى قال فقرأت والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر
والأنثى قال فضحك ثم قال هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرؤها
(1/565)
(
824 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثني عبدالأعلى حدثنا داود عن عامر عن علقمة قال
Y أتيت الشام فلقيت أبا الدرداء فذكر بمثل حديث ابن علية
(1/565)
51 - باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها
(1/565)
285
- ( 825 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن محمد بن يحيى بن حبان عن
الأعرج عن أبي هريرة
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى
تغرب الشمس وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس
(1/566)
286
- ( 826 ) وحدثنا داود بن رشيد وإسماعيل بن سالم جميعا عن هشيم قال داود حدثنا
هشيم أخبرنا منصور عن قتادة قال
Y أخبرنا أبو العالية عن ابن عباس قال سمعت غير واحد من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه و سلم منهم عمر بن الخطاب وكان أحبهم إلي أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم نهى عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب
الشمس
(1/566)
287
- ( 826 ) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة ح وحدثني أبو غسان
المسمعي حدثنا عبدالأعلى حدثنا سعيد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا معاذ بن
هشام حدثني أبي كلهم عن قتادة بهذا الإسناد غير أن في حديث سعيد وهشام بعد الصبح
حتى تشرق الشمس
[ ش ( حتى تشرق الشمس ) ضبطناه بضم التاء وكسر الراء وهكذا أشار إليه القاضي عياض
رحمه الله في شرح مسلم وضبطناه أيضا بفتح التاء وضم الراء وهو الذي ضبطه أكثر رواة
بلادنا وهو الذي ذكره القاضي عياض رحمه الله في المشارق قال أهل اللغة يقال شرقت
الشمس تشرق أي طلعت على وزن طلعت تطلع وغربت تغرب ويقال أشرقت تشرق أي ارتفعت
وأضاءت ومنه قوله تعالى وأشرقت الأرض بنور ربها أي أضاءت فمن فتح التاء هنا احتج
بأن باقي الروايات قبل هذه الرواية وبعدها حتى تطلع الشمس فوجب حمل هذه على
موافقتها ومن قال بضم التاء احتج له القاضي بالأحاديث الأخر في النهي عن الصلاة
عند طلوع الشمس والنهي عن الصلاة إذا بدا حاجب الشمس حتى تبرز قال وهذا كله يبين
أن المراد بالطلوع في الروايات الأخر ارتفاعها وإشراقها وإضاءتها لا مجرد ظهور
قرصها وهذا الذي قاله القاضي صحيح متعين لا عدول عنه للجمع بين الروايات ]
(1/566)
288
- ( 827 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس أن ابن شهاب أخبره قال
أخبرني عطاء بن يزيد الليثي أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا صلاة بعد صلاة العصر حتى
تغرب الشمس ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
(1/567)
289
- ( 828 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال
Y لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند غروبها
(1/567)
290
- ( 828 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن
نمير حدثنا أبي ومحمد بن بشر قالا جميعا حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس
ولا غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان
[ ش ( فإنها تطلع بقرني شيطان ) هكذا هو في الأصول بقرني شيطان في حديث ابن عمر
وفي حديث عمرو بن عبسة بين قرني شيطان قيل المراد بقرني الشيطان حزبه وأتباعه وقيل
قوته وغلبته وانتشار فساده وقيل القرنان ناحيتا الرأس وإنه على ظاهره وهذا هو
الأقوى وسمي شيطانا لتمرده وعتوه وكل مارد عات شيطان والأظهر أنه مشتق من شطن إذا
بعد لبعده من الخير والرحمة وقيل مشتق من شاط إذا هلك واحترق ]
(1/567)
291
- ( 829 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن
نمير حدثنا أبي وابن بشر قالوا جميعا حدثنا هشام عن أبيه عن ابن عمر قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بدا حاجب الشمس فأخروا
الصلاة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب
[ ش ( إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تبرز ) لفظة بدا هنا غير مهموزة معناه
ظهر وحاجبها طرفها وتبرز أي تصير الشمس بارزة ظاهرة والمراد ترتفع ]
(1/568)
292
- ( 830 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن خير بن نعيم الحضرمي عن ابن هبيرة عن
أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال
Y صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر بالمخمص فقال إن هذه
الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين ولا صلاة
بعدها حتى يطلع الشاهد ( والشاهد النجم )
[ ش ( بالمخمص ) قال النووي هو موضع معروف ]
(1/568)
(
830 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال
Y حدثني يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم الحضرمي عن عبدالله بن
هبيرة السبائي ( وكان ثقة ) عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا
رسول الله صلى الله عليه و سلم العصر بمثله
(1/568)
293
- ( 831 ) وحدثنا يحيى بن يحيى حدثنا عبدالله بن وهب عن موسى بن علي عن أبيه قال
سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول
Y ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهانا أن نصلي
فيهن أو أن نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم
الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب
[ ش ( حين يقوم قائم الظهيرة ) الظهيرة حال استواء الشمس ومعناه حين لا يبقى
للقائم في الظهيرة ظل في المشرق ولا في المغرب ( تضيف ) أي تميل ]
(1/568)
52 - باب إسلام عمرو بن عبسة
(1/568)
294
- ( 832 ) حدثني أحمد بن جعفر المعقري حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة بن عمار
حدثنا شداد بن عبدالله أبو عمار ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة ( قال عكرمة ولقي
شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسا إلى الشام وأثنى عليه فضلا وخيرا ) عن أبي أمامة
قال قال عمرو بن عبسة السلمي
Y كنت وأنا في الجاهلية أظن أن الناس على ضلالة وأنهم ليسوا على شيء
وهم يعبدون الأوثان فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا فقعدت على راحلتي فقدمت عليه فإذا
رسول الله صلى الله عليه و سلم مستخفيا جرءاء عليه قومه فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة
فقلت له ما أنت ؟ قال أنا نبي فقلت وما نبي ؟ قال أرسلني الله فقلت وبأي شيء أرسلك
؟ قال أرسلني بصلة الأرحام وكسر الأوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء قلت له فمن
معك على هذا ؟ قال حر وعبد ( قال ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به ) فقلت إني
متبعك قال إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ألا ترى حالي وحال الناس ؟ ولكن ارجع إلى
أهلك فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني قال فذهبت إلى أهلي وقدم رسول الله صلى الله عليه
و سلم المدينة وكنت في أهلي فجعلت أتخبر الأخبار وأسأل الناس حين قدم المدينة حتى
قدم على نفر من أهل يثرب من أهل المدينة فقلت ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة ؟
فقالوا الناس إليه سراع وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك فقدمت المدينة فدخلت
عليه فقلت يا رسول الله أتعرفني ؟ قال نعم أنت الذي لقيتني بمكة ؟ قال فقلت بلى
فقلت يا نبي الله أخبرني عما علمك الله وأجهله أخبرني عن الصلاة ؟ قال صل صلاة
الصبح ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع فإنها تطلع حين تطلع بين قرني
شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقل الظل
بالرمح ثم أقصر عن الصلاة فإن حينئذ تسجر جهنم فإذا أقبل الفيء فصل فإن الصلاة
مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين
قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار قال فقلت يا نبي الله فالوضوء ؟ حدثني عنه قال
ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه
ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم
يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه إلا
خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا
رجليه من أنامله مع الماء فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له
أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه فحدث عمرو بن عبسة
بهذا الحديث أبا أمامة صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له أبو أمامة يا
عمرو بن عبسة انظر ما تقول في مقام واحد يعطى هذا الرجل ؟ فقال عمرو يا أبا أمامة
لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول
الله لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا (
حتى عد سبع مرات ) ما حدثت به أبدا ولكني سمعته أكثر من ذلك
(1/569)
53 - باب لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها
(1/569)
295
- ( 833 ) حدثنا محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه
عن عائشة أنها قالت
Y وهم عمر إنما نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يتحرى طلوع
الشمس وغروبها
(1/571)
296
- ( 833 ) وحدثنا حسن الحلواني حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه
عن عائشة أنها قالت
Y لم يدع رسول الله صلى الله عليه و سلم الركعتين بعد العصر قال فقالت
عائشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تتحروا طلوع الشمس ولا غروبها فتصلوا
عند ذلك
(1/571)
54 - باب معرفة الركعتين اللتين كان يصليهما النبي صلى الله عليه و سلم بعد العصر
(1/571)
297
- ( 834 ) حدثني حرملة بن يحيى التجيبي حدثنا عبدالله بن وهب أخبرني عمرو ( وهو
ابن الحارث ) عن بكير عن كريب مولى ابن عباس أن عبدالله بن عباس وعبدالرحمن بن
أزهر والمسور بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا
Y اقرأ عليها السلام منا جميعا وسلها عن الركعتين بعد العصر وقل إنا
أخبرنا أنك تصلينهما وقد بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عنهما قال
ابن عباس وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما
أرسلوني به فقالت سل أم سلمة فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها فردوني إلى أم سلمة بمثل
ما أرسلوني به إلى عائشة فقالت أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ينهى
عنهما ثم رأيته يصليهما أما حين صلاهما فإنه صلى العصر ثم دخل وعندي نسوة من بني
حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت إليه الجارية فقلت قومي بجنبه فقولي له تقول أم
سلمة يا رسول الله إني أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما ؟ فإن أشار
بيده فاستأخري عنه قال ففعلت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه فلما انصرف قال يا
بنت أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر إنه أتاني ناس من عبدالقيس بالإسلام من
قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان
[ ش ( وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها ) هكذا وقع في بعض الأصول أضرب
الناس عليها وفي بعض اصرف الناس عنها وكلاهما صحيح ولا منافاة بينهما فكان يضربهم
عليها في وقت ويصرفهم عنها في وقت من غير ضرب أو يصرفهم مع الضرب ( يا بنت أمية )
يخاطب أم المؤمنين أم سلمة واسمها هند وهي بنت أبي أمية حذيفة بن المغيرة
المخزومية ]
(1/571)
298
- ( 835 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وعلي بن حجر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل (
وهو ابن جعفر ) أخبرني محمد ( وهو ابن أبي حرملة ) قال أخبرني أبو سلمة أنه سأل
عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصليهما بعد العصر ؟
فقالت
Y كان يصليهما قبل العصر ثم إنه شغل عنهما أو نسيهما فصلاهما بعد
العصر ثم أثبتهما وكان إذا صلى صلاة أثبتها
( قال يحيى بن أيوب قال إسماعيل تعني داوم عليها )
(1/572)
299
- ( 835 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي جميعا عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
Y ما ترك رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين بعد العصر عندي قط
(1/572)
300
- ( 835 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر ح وحدثنا علي بن حجر (
واللفظ له ) أخبرنا علي بن مسهر أخبرنا أبو إسحاق الشيباني عن عبدالرحمن بن الأسود
عن أبيه عن عائشة قالت
Y صلاتان ما تركهما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي قط سرا
ولا علانية ركعتين قبل الفجر وركعتين بعد العصر
(1/572)
301 - ( 835 ) وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود ومسروق قالا نشهد على عائشة أنها قالت ما كان يومه الذي كان يكون عندي إلا صلاهما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي تعني الركعتين بعد العصر
(1/572)
55 - باب استحباب ركعتين قبل صلاة المغرب
(1/572)
302
- ( 836 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب جميعا عن ابن فضيل قال أبو بكر
حدثنا محمد بن فضيل عن مختار بن فلفل قال
Y سألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر ؟ فقال كان عمر يضرب الأيدي
على صلاة بعد العصر وكنا نصلي على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ركعتين بعد غروب
الشمس قبل صلاة المغرب فقلت له أكان رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاهما ؟ قال
كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا
(1/573)
303
- ( 837 ) وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبدالوارث عن عبدالعزيز ( وهو ابن صهيب ) عن
أنس بن مالك قال
Y كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري
فيركعون ركعتين ركعتين حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت
من كثرة من يصليهما
[ ش ( ابتدروا السواري ) أي تسارعوا إليها والسواري جمع السارية وهي الأسطوانة أي
يقف كل أحد خلف أسطوانة لئلا يقع المرور بين يديه في صلاته فردا ]
(1/573)
56 - باب بين كل أذانين صلاة
(1/573)
304
- ( 838 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ووكيع عن كهمس قال حدثنا
عبدالله بن بريدة عن عبدالله بن مغفل المزني قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم بين كل أذانين صلاة قالها
ثلاثا قال في الثالثة لمن شاء
[ ش ( بين كل أذانين ) أي بين الأذان والإقامة فهو من باب التغليب قال الحافظ ولا
يصح حمله على ظاهره لأن الصلاة بين الأذانين مفروضة والخبر ناطق بالتخيير لقوله
لمن شاء ]
(1/573)
( 838 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى عن الجريري عن عبدالله بن بريدة عن عبدالله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله إلا أنه قال في الرابعة لمن شاء
(1/573)
57 - باب صلاة الخوف
(1/573)
305
- ( 839 ) حدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر قال
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف بإحدى الطائفتين
ركعة والطائفة الأخرى مواجهة العدو ثم انصرفوا وقاموا في مقام أصحابهم مقبلين على
العدو وجاء أولئك ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم ركعة ثم سلم النبي صلى
الله عليه و سلم ثم قضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة
(1/574)
(
839 ) وحدثنيه أبو الربيع الزهراني حدثنا فليح عن الزهري عن سالم بن عبدالله بن
عمر عن أبيه أنه كان يحدث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخوف ويقول
Y صليتها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بهذا المعنى
(1/574)
306
- ( 839 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن موسى بن عقبة
عن نافع عن ابن عمر قال
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف في بعض أيامه فقامت
طائفة معه وطائفة بإزاء العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم ذهبوا وجاء الآخرون فصلى
بهم ركعة ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة قال وقال ابن عمر فإذا كان أخوف أكثر من ذلك
فصل راكبا أو قائما تومئ إيماء
(1/574)
307
- ( 840 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان
عن عطاء عن جابر بن عبدالله قال
Y شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف فصفنا صفين صف
خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم والعدو بيننا وبين القبلة فكبر النبي صلى الله
عليه و سلم وكبرنا جميعا ثم ركع وركعنا جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا
ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه وقام الصف المؤخر في نحر العدو فلما قضى النبي صلى
الله عليه و سلم السجود وقام النصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود وقاموا ثم
تقدم الصف المؤخر وتأخر الصف المقدم ثم ركع النبي صلى الله عليه و سلم وركعنا
جميعا ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعا ثم انحدر بالسجود والصف الذي يليه الذي
كان مؤخرا في الركعة الأولى وقام الصف المؤخر في نحور العدو فلما قضى النبي صلى
الله عليه و سلم السجود والصف الذي يليه انحدر الصف المؤخر بالسجود فسجدوا ثم سلم
النبي صلى الله عليه و سلم وسلمنا جميعا قال جابر كما يصنع حرسكم هؤلاء بأمرائهم
[ ش ( في نحر العدو ) أي في مقابلته ونحر كل شيء أوله ( حرسكم ) الحرس خدم السلطان
المرتبون لحفظه وحراسته وهو جمع حارس ويقال في واحده أيضا حرسى ]
(1/574)
308
- ( 840 ) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير عن جابر قال
Y غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قوما من جهينة فقاتلونا
قتالا شديدا فلما صلينا الظهر قال المشركون لو ملنا عليهم ميلة لاقتطعناهم فأخبر
جبريل رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فكذكر ذلك لنا رسول الله صلى الله عليه و
سلم قال وقالوا إنه ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولاد فلما حضرت العصر قال
صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة قال فكبر رسول الله صلى الله عليه و سلم
وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول فلما قاموا سجد الصف الثاني ثم
تأخر الصف الأول وتقدم الصف الثاني فقاموا مقام الأول فكبر رسول الله صلى الله
عليه و سلم وكبرنا وركع فركعنا ثم سجد وسجد معه الصف الأول وقام الثاني فلما سجد
الصف الثاني ثم جلسوا جميعا سلم عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال أبو الزبير ثم خص جابر أن قال كما يصلي أمراؤكم هؤلاء
[ ش ( لو ملنا عليهم ميلة ) أي لو حملنا عليهم حملة ( لاقتطعناهم ) أي لأصبناهم
منفردين واستأصلناهم ]
(1/574)
309 - ( 841 ) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن صالح بن خوات بن جبير عن سهل بن أبي خيثمة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بأصحابه في الخوف فصفهم خلفه صفين فصلى بالذين يلونه ركعة ثم قام فلم يزل قائما حتى صلى الذين خلفهم ركعة ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قدامهم فصلى بهم ركعة ثم قعد حتى صلى الذين تخلفوا ركعة ثم سلم
(1/575)
310
- ( 842 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن يزيد بن رومان عن صالح بن خوات
عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف أن طائفة صفت
معه وطائفة وجاه العدو فصلى بالذين معه ركعة ثم ثبت قائما وأتموا لأنفسهم ثم
انصرفوا فصفوا وجاه العدو وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت ثم ثبت
جالسا وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم
[ ش ( يوم ذات الرقاع ) هي غزوة معروفة كانت سنة خمس من الهجرة بأرض غطفان من نجد
سميت ذات الرقاع لأن أقدام المسلمين نقبت من الحفاء فلفوا عليها الخرق هذا هو
الصحيح في سبب تسميتها ( صفت معه ) هكذا هو في أكثر النسخ وفي بعضها صلت معه وهما
صحيحان ( وطائفة وجاه العدو ) هو بكسر الواو وضمها يقال وجاهه ووجاهه وتجاهه أي
قبالته والطائفة الفرقة والقطعة من الشيء تقع على القليل والكثير ]
(1/575)
311
- ( 843 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد حدثنا يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر قال
Y أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا بذات الرقاع
قال كنا إذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال
فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه و سلم معلق بشجرة فأخذ سيف نبي
الله صلى الله عليه و سلم فاخترطه فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم أتخافني ؟
قال لا قال فمن يمنعك مني ؟ قال الله يمنعني منك قال فتهدده أصحاب رسول الله صلى
الله عليه و سلم فأغمد السيف وعلقه قال فنودي بالصلاة فصلى بطائفة ركعتين ثم
تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين قال فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم
أربع ركعات وللقوم ركعتان
[ ش ( شجرة ظليلة ) أي ذات ظل ( فاخترطه ) أي سله ]
(1/576)
312
- ( 843 ) وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى ( يعني ابن حسان )
حدثنا معاوية ( وهو ابن سلام ) أخبرني يحيى أخبرني أبو سلمة بن عبدالرحمن أن جابرا
أخبره أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الخوف فصلى رسول الله صلى
الله عليه و سلم أربع ركعات وصلى بكل طائفة ركعتين
انتهى الجزء الأول ويليه إن شاء الله الجزء الثاني
(1/576)
7 - كتاب الجمعة
(1/576)
1 -
( 844 ) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ومحمد بن رمح بن المهاجر قالا أخبرنا الليث ح
وحدثنا قتيبة حدثنا ليث عن نافع عن عبدالله قال
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا أراد أحدكم أن يأتي
الجمعة فليغتسل
[ ش ( الجمعة ) يقال بضم الميم وإسكانها وفتحها حكاهن الفراء والواحدي وغيرهما
ووجهوا الفتح بأنها تجمع الناس ويكثرون فيها كما يقال همزة ولمزة لكثرة الهمز
واللمز ونحو ذلك سميت جمعة لاجتماع الناس فيها وكان يوم الجمعة في الجاهلية يسمى
العروبة ]
(2/579)
2 -
( 844 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن ابن شهاب
عن عبدالله بن عبدالله بن عمر عن عبدالله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
أنه قال وهو قائم على المنبر
Y من جاء منكم الجمعة فليغتسل
(2/579)
( 844 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن سالم وعبدالله ابني عبدالله بن عمر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/579)
( 844 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثله
(2/579)
3 -
( 845 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب حدثنني سالم
بن عبدالله عن أبيه
Y أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب الناس يوم الجمعة دخل رجل من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم فناداه عمر أية ساعة هذه ؟ فقال إني شغلت اليوم فلم
أنقلب إلى أهلي حتى سمعت النداء فلم أزد على أن توضأت قال عمر والوضوء أيضا وقد علمت
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يأمر بالغسل
[ ش ( فلم أنقلب إلى أهلي ) الانقلاب هو الرجوع قال تعالى { وينقلب إلى أهله
مسرورا } ( والوضوء أيضا ) هو منصوب أي وتوضأت الوضوء أيضا فقط قاله الأزهري وغيره
]
(2/580)
4 -
( 845 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني يحيى
بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن حدثني أبو هريرة قال
Y بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة إذ دخل عثمان بن عفان
فعرض به عمر فقال ما بال رجال يتأخرون بعد النداء فقال عثمان يا أمير المؤمنين ما
زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت فقال عمر والوضوء أيضا ألم تسمعوا رسول
الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل
(2/580)
1 - باب وجوب غسل الجمعة على كل بالغ من الرجال وبيان ما أمروا به
(2/580)
5 -
( 846 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم
[ ش ( واجب ) أي متأكد في حقه كما يقول الرجل لصاحبه حقك واجب علي أي متأكد لا أن
المراد الواجب المتحتم المعاقب عليه ]
(2/580)
6 -
( 847 ) حدثني هارون بن سعد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو
عن عبيدالله بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها
قالت
Y كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء
ويصيبهم الغبار فتخرج منهم الريح فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم إنسان منهم
وهو عندي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا
[ ش ( ينتابون الجمعة ) أي يأتونها ( العوالي ) هي القرى التي حول المدينة (
العباء ) هو جمع عباءة بالمد وعباية بزيادة ياء لغتان مشهورتان ]
(2/581)
(
847 ) وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة أنها
قالت
Y كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كفاة فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم
لو اغتسلتم يوم الجمعة
[ ش ( كفاة ) جمع كاف كقضاة جمع قاض وهم الخدم الذين يكفونهم العمل ( تفل ) أي
رائحة كريهة ]
(2/581)
2 - باب الطيب والسواك يوم الجمعة
(2/581)
7 -
( 846 ) وحدثنا عمرو بن سواد العامري حدثنا عبدالله بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث
أن سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن
عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y غسل يوم الجمعة على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه
إلا أن بكيرا لم يذكر عبدالرحمن وقال في الطيب ولو من طيب المرأة
[ ش ( غسل يوم الجمعة على كل محتلم ) هكذا وقع في جميع الأصول وليس فيه ذكر واجب ]
(2/581)
8 - ( 848 ) حدثنا حسن الحلواني حدثنا روح بن عبادة حدثنا ابن جرير ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس أنه ذكر قول النبي صلى الله عليه و سلم في الغسل يوم الجمعة قال طاوس فقلت لابن عباس ويمس طيبا أو دهنا إن كان عند أهله ؟ قال لا أعلمه
(2/582)
( 848 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر ح وحدثنا هارون بن عبدالله حدثنا الضحاك بن مخلد كلاهما عن ابن جريج بهذا الإسناد
(2/582)
9 -
( 849 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يغسل رأسه وجسده
(2/582)
10 -
( 850 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن سمي مولى أبي بكر
عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح
في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا
أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة
فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر
[ ش ( غسل الجنابة ) معناه غسلا كغسل الجنابة في الصفات هذا هو المشهور في تفسيره
( ثم راح ) المراد بالرواح الذهاب في أول النهار وقال الأزهري لغة العرب الرواح
الذهاب سواء كان أول النهار أو آخره أو في الليل وهذا هو الصواب الذي يقتضيه
الحديث ( قرب بدنة ) معنى قرب تصدق وأما البدنة فقال جمهور أهل اللغة وجماعة من
الفقهاء يقع على الواحدة من الإبل والبقر والغنم سميت بذلك لعظم بدنها وخصها جماعة
بالإبل والمراد هنا الإبل بالاتفاق لصريح الأحاديث بذلك والبدنة والبقر يقعان على
الذكر والأنثى باتفاقهم والهاء فيها للواحدة كقمحة وشعيرة ونحوهما من أفراد الجنس
( بقرة ) سميت بقرة لأنها تبقر الأرض أي تشقها بالحراثة والبقر الشق ومنه قولهم
بقر بطنه ( كبشا أقرن ) وصفه بالأقران لأنه أكمل وأحسن صورة لأن قرنه ينتفع به
والكبش الأقرن هو ذو القرن ]
(2/582)
3 - باب في الأنصات يوم الجمعة في الخطبة
(2/582)
11 -
( 851 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح بن المهاجر قال ابن رمح أخبرنا الليث
عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال
Y إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت
[ ش ( فقد لغوت ) قال أهل اللغة يقال لغا يلغوا كغزا يغزو ويقال لغى يلغي كعمي
يعمى لغتان الأولى أفصح وظاهر القرآن يقتضي هذه الثانية التي هي لغة أبي هريرة قال
الله تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه وهذا من لغى يلغي
ولو كان من الأول لقال والغوا بضم الغين ومعنى فقد لغوت أي قلت اللغو وهو الكلام
الملغي الساقط الباطل المردود ]
(2/583)
(
851 ) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن
ابن شهاب عن عمر بن عبدالعزيز عن عبدالله بن إبراهيم بن قارظ وعن ابن المسيب أنهما
حدثاه أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثله
م ( 851 ) وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن
شهاب بالإسنادين جميعا في هذا الحديث مثله غير أن ابن جريج قال إبراهيم بن عبدالله
بن قارظ
(2/583)
12 -
( 851 ) وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام يخطب فقد لغوت
قال أبو الزناد هي لغة أبي هريرة وإنما هو فقد لغوت
(2/583)
4 - باب في الساعة التي في يوم الجمعة
(2/583)
13 -
( 852 ) وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك ح وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن
أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر
يوم الجمعة فقال
Y فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه
إياه
زاد قتيبة في روايته وأشار بيده يقللها
(2/583)
14 -
( 852 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن محمد عن أبي
هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم
Y إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله خيرا إلا
أعطاه إياه
وقال بيده يقللها يزهدها
(2/583)
(
852 ) حدثنا ابن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد عن أبي هريرة قال
قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم بمثله
م ( 852 ) وحدثني حميد بن مسعدة الباهلي حدثنا بشر ( يعني ابن مفضل ) حدثنا سلمة (
وهو ابن علقمة ) عن محمد عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه و سلم
بمثله
(2/583)
15 -
( 852 ) وحدثنا عبدالرحمن بن سلام الجمحي حدثنا الربيع ( يعني ابن مسلم ) عن محمد
بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا
أعطاه إياه قال وهي ساعة خفيفة
(2/583)
( 852 ) وحدثناه محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ولم يقل وهي ساعة خفيفة
(2/583)
16 -
( 853 ) وحدثني أبو الطاهر وعلي بن خشرم قالا أخبرنا ابن وهب عن مخرمة بن بكير ح
وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب أخبرنا مخرمة عن
أبيه عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال
Y قال لي عبدالله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله
عليه و سلم في شأن ساعة الجمعة ؟ قال قلت نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقول هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة
(2/584)
5 - باب فضل يوم الجمعة
(2/584)
17 -
( 854 ) وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني
عبدالرحمن الأعرج أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة
وفيه أخرج منها
(2/585)
18 -
( 854 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة ( يعني الحزامي ) عن أبي الزناد عن
الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة
وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة
(2/585)
6 - باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة
(2/585)
19 -
( 855 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة بيد أن كل أمة أوتيت
الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا هدانا الله
له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد
[ ش ( بيد أن ) قال أبو عبيد لفظة بيد تكون بمعنى غير وبمعنى على وبمعنى من أجل
وكله صحيح هنا ]
(2/585)
(
855 ) وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وابن
طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون ونحن السابقون يوم القيامة بمثله
[ ش ( وابن طاوس ) عطف على أبي الزناد ]
(2/585)
20 -
( 855 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ونحن أول من يدخل الجنة بيد أنهم
أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فاختلفوا فهدانا الله لما اختلفوا فيه من
الحق فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه هدانا الله له ( قال يوم الجمعة ) فاليوم لنا
وغدا لليهود وبعد غد للنصارى
(2/585)
21 -
( 855 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه أخي وهب
بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا
وأوتيناه من بعدهم وهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فهم لنا
فيه تبع فاليهود غدا والنصارى بعد غد
(2/585)
22 -
( 856 ) وحدثنا أبو كريب وواصل بن عبدالأعلى قالا حدثنا ابن فضيل عن أبي مالك
الأشجعي عن أبي حازم عن أبي هريرة وعن ربعي بن حراش عن حذيفة قالا قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم
Y أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان
للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت
والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم
القيامة المقضي لهم قبل الخلائق وفي رواية واصل المقضي بينهم
(2/586)
23 -
( 856 ) حدثنا أبو كريب أخبرنا ابن أبي زائدة عن سعد بن طارق حدثني ربعي بن حراش
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y هدينا إلى الجمعة وأضل الله عنها من كان قبلنا فذكر بمعنى حديث
ابن فضيل
(2/586)
7 - باب فضل التهجير يوم الجمعة
(2/586)
24 -
( 850 ) وحدثني أبو الطاهر وحرملة وعمرو بن سواد العامري ( قال أبو الطاهر حدثنا
وقال الآخران أخبرنا ابن وهب ) أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني أبو عبدالله الأغر
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون
الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ومثل المهجر الذي
يهدي البدنة ثم كالذي يهدي بقرة ثم كالذي يهدي الكبش ثم كالذى يهدي الدجاجة ثم
كالذي يهدي البيضة
[ ش ( ومثل المهجر ) قال الخليل بن أحمد وغيره من أهل اللغة وغيرهم التهجير
التبكير ومنه الحديث لو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه أي التبكير إلى كل صلاة
هكذا فسره ]
(2/586)
( 850 ) حدثنا يحيى بن يحيى وعمرو الناقد عن سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله
(2/586)
25 -
( 850 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب ( يعني ابن عبدالرحمن ) عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y على كل باب من أبواب المسجد ملك يكتب الأول فالأول ( مثل الجزور
ثم نزلهم حتى صغر إلى مثل البيضة ) فإذا جلس الإمام طوت الصحف وحضروا الذكر
[ ش ( نزلهم ) أي ذكر منازلهم في السبق والفضيلة ]
(2/586)
8 - باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة
(2/586)
26 -
( 857 ) حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد ( يعني ابن زريع ) حدثنا روح عن سهيل عن
أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته
ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام
(2/587)
27 -
( 857 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( قال يحيى أخبرنا
وقال الآخران حدثنا أبو معاوية ) عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم
Y من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له مابينه
وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا
[ ش ( فاستمع وأنصت ) هما شيئان متمايزان وقد يجتمعان فالاستماع الإصغاء والإنصات
السكوت ]
(2/587)
9 - باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس
(2/587)
28 -
( 858 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا يحيى بن
آدم حدثنا حسن بن عياش عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال
Y كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم نرجع فنريح نواضحنا
قال حسن فقلت لجعفر في أي ساعة تلك ؟ قال زوال الشمس
[ ش ( فنريح نواضحنا ) هو جمع ناضح وهو البعير الذي يستقي به سمي بذلك لأنه ينضح
الماء أي يصبه ومعنى نريح أي نريحها من العمل وتعب السقي فنخليها منه ]
(2/588)
29 -
( 858 ) وحدثنا القاسم بن زكرياء حدثنا خالد بن مخلد ح وحدثني عبدالله بن
عبدالرحمن الدارامي حدثنا يحيى بن حسان قالا جميعا حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر
عن أبيه أنه سأل جابر بن عبدالله
Y متى كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي الجمعة ؟ قال كان
يصلي ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها زاد عبدالله في حديثه حين تزول الشمس يعني
النواضح
(2/588)
30 - ( 859 ) وحدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب ويحيى وعلي بن حجر ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم ) عن أبيه عن سهل قال ما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة ( زاد ابن حجر ) في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/588)
31 -
( 860 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم قالا أخبرنا وكيع عن يعلى بن
الحارث المحاربي عن إياس بن سلمة الأكوع عن أبيه قال كنا نجمع مع رسول الله صلى
الله عليه و سلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء
[ ش ( نجمع ) أي نصلي الجمعة ( نتتبع الفيء ) أي نتطلب مواقع الظل ]
(2/589)
32 - ( 860 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا هشام بن عبدالملك حدثنا يعلى بن الحارث عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الجمعة فنرجع وما نجد للحيطان فيأ نستظل به
(2/589)
10 - باب ذكر الخطبتين قبل الصلاة وما فيهما من الجلسة
(2/589)
33 -
( 861 ) وحدثنا عبيدالله بن عمر القواريري وأبو كامل الجحدري جميعا عن خالد قال
أبو كامل حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة قائما ثم يجلس
ثم يقوم قال كما يفعلون اليوم
(2/589)
34 -
( 862 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وحسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة ( قال يحيى
أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو الأحوص ) عن سماك عن جابر بن سمرة قال
Y كانت للنبي صلى الله عليه و سلم خطبتان يجلس بيينهما يقرأ القرآن
ويذكر الناس
(2/589)
35 -
( 862 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن سماك قال أنبأني جابر بن سمرة
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم
فيخطب قائما فمن نبأك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب فقد والله صليت معه أكثر من ألفي
صلاة
[ ش ( فقد والله صليت ) أي فوالله قد صليت فإن من المعلوم أن قد مختصة بالفعل وهي
معه كالجزء فلاتفصل منه بشيء اللهم إلا بالقسم نص عليه ابن هشام في المغني ]
(2/589)
11 - باب في قوله تعالى { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما }
(2/589)
36 -
( 863 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير قال عثمان
حدثنا جرير عن حصين بن عبدالرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبدالله
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كا ن يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت
عير من الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا فأنزلت هذه الآية
التي في الجمعة { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } [ 62 /
الجمعة / الآية 11 ]
[ ش ( عير من الشام ) العير الإبل تحمل الميرة ثم غلب على كل قافلة والميرة الطعام
أعني الذخيرة ( فانفتل الناس إليها ) أي انصرفوا ( انفضوا ) أي تفرقوا متوجهين
إليها ]
(2/590)
( 863 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن حصين بهذا الإسناد قال ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب ولم يقل قائما
(2/590)
37 -
( 863 ) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي حدثنا خالد ( يعني الطحان ) عن حصين عن
سالم وأبي سفيان عن جابر بن عبدالله قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم يوم
الجمعة فقدمت سويقة قال فخرج الناس إليها فلم يبق إلا اثنا عشر رجلا أنا فيهم قال
فأنزل الله { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما } إلى آخر الآية
[ ش ( سويقة ) هو تصغير سوق والمراد العير المذكورة في الرواية الأولى وهي الإبل
التي تحمل الطعام أو التجارة لاتسمى عيرا إلا هكذا وسميت سوقا لأن البضائع تساق
إليها ]
(2/590)
38 -
( 863 ) وحدثنا إسماعيل بن سالم أخبرنا هشيم أخبرنا حصين عن أبي سفيان وسالم بن
أبي الجعد عن جابر بن عبدالله قال
Y بينا النبي صلى الله عليه و سلم قائم يوم الجمعة إذ قدمت عير إلى
المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى لم يبق معه إلا اثنا
عشر رجلا فيهم أبو بكر وعمر قال ونزلت هذه الآية { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا
إليها }
(2/590)
39 -
( 864 ) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن
منصور عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن كعب بن عجرة قال
Y دخل المسجد وعبدالرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى
هذا الخبث يخطب قاعدا وقال الله تعالى { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها
وتركوك قائما }
(2/591)
12 - باب التغليظ في ترك الجمعة
(2/591)
40 -
( 865 ) وحدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا أبو توبة حدثنا معاوية ( وهو ابن سلام
) عن زيد ( يعني أخاه ) أنه سمع أبا سلام قال حدثني الحكم بن ميناء أن عبدالله بن
عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول على أعواد
منبره
Y لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم
ليكونن من الغافلين
[ ش ( ودعهم ) الجمعات أي تركهم ( أو ليختمن الله على قلوبهم ) معنى الختم الطبع
والتغطية قالوا في قوله تعالى ختم الله على قلوبهم أي طبع ]
(2/591)
13 - باب تخفيف الصلاة والخطبة
(2/591)
41 -
( 866 ) حدثنا حسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو الأحوص عن سماك
عن جابر بن سمرة قال
Y كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكانت صلاته قصدا
وخطبته قصدا
[ ش ( فكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا ) أي بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق ]
(2/591)
42 -
( 866 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا محمد بن بشر حدثنا
زكرياء حدثني سماك بن حرب عن جابر ابن سمرة قال
Y كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم الصلوات فكانت صلاته قصدا
وخطبته قصدا
وفي رواية أبي بكر زكرياء عن سماك
(2/591)
43 -
( 867 ) وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر بن عبدالله قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته
واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين
ويقرن بين أصبعيها لسبابة والوسطى ويقول أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير
الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ثم يقول أنا أولى بكل مؤمن من
نفسه من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي
[ ش ( واشتد غضبه ) قال النووى ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيما
وتحذيره خطبا جسيما ( بعثت أنا والساعة كهاتين ) روى بنصيها ورفعها والمشهور نصبها
على المفعول معه قال القاضي يحتمل أنه تمثيل لمقاربتها وأنه ليس بينهما أصبع أخرى
كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة ( ويقرن ) هو بضم الراء على المشهور الفصيح وحكى
كسرها ( السبابة ) سمت بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها عند السب ( وخير الهدي هدي
محمد ) هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما وبفتح الدال وإسكان الدال أيضا ضبطناها
بالوجهين وكذا ذكرها جماعة بالوجهين وقال القاضي عياض رويناه في مسلم بالضم وفي
غره بالفتح وبالفتح ذكره الهروي وفسره الهروي على رواية الفتح بالطريق أي أحسن
الطرق طريق محمد يقال فلان حسن الهدي أي الطريقة والمذهب ومنه اهتدوا بهدي عمار
وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد قال العلماء لفظ الهدي له معنيان
أحدهما بمعنى الدلالة والإرشاد وهو الذي يضاف إلى الرسل والقرآن والعباد وقال الله
تعالى وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وهدي للمتقين
ومنه قوله تعالى وأما ثمود فهديناهم أي بينا لهم الطريق ومه قوله تعالى إنا هديناه
السبيل وهدينناه النجدين والثاني بمعنى اللطف والتوفيق والعصمة والتأييد وهو الذي
تفرد الله به ومنه قوله تعالى إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ( وكل
بدعة ضلالة ) هذا عام مخصوص والمراد غالب البدع قال أهل اللغة هي كل شيء عمل على
غير مثال سابق ( أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ) هو موافق لقول الله تعالى النبي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم أي أحق ( ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي ) قال أهل اللغة
الضياع بفتح الضاد العيال قال ابن قتيبة أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا المراد من ترك
أطفالا وعيالا ذوي ضياع فأوقع المصدر موضع الاسم ]
(2/592)
44 -
( 867 ) وحدثنا عبد بن حميد حدثنا خالد بن مخلد حدثني سليمان بن بلال حدثني جعفر
بن محمد عن أبيه قال سمعت جابر بن عبدالله يقول
Y كانت خطبة النبي صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة يحمد الله ويثني
عليه ثم يقول على إثر ذلك وقد علا صوته ثم ساق الحديث بمثله
(2/592)
45 -
( 867 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن جعفر عن أبيه عن جابر
قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس يحمد الله ويثني
عليه بما هو أهله ثم يقول من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير
الحديث كتاب الله ثم ساق الحديث بمثل حديث الثقفي
(2/592)
46 -
( 868 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى كلاهما عن عبدالأعلى قال ابن
المثنى حدثني عبدالأعلى ( وهو أبو همام ) حدثنا داود عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس
Y أن ضمادا قدم مكة كان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح فسمع
سفهاء من أهل مكة يقولون إن محمدا مجنون فقال لو أني رأيت هذا الرجل لعل الله
يشفيه على يدي قال فلقيه فقال يا محمد إني أرقي من هذه الريح وإن الله يشفي على
يدي من يشاء فهل لك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الحمد لله نحمده
ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أما بعد قال فقال أعد علي كلماتك هؤلاء
فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث مرات قال فقال لقد سمعت قول
الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلمات هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر
قال فقال هات يدك أبايعك على الإسلام قال فبايعه فقال رسول الله صلى الله عليه و
سلم وعلى قومك قال وعلى قومي قال فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فمروا
بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا ؟ فقال رجل من القوم أصبت
منهم مطهرة فقال ردوها فإن هؤلاء قوم ضماد
[ ش ( يرقي ) من الرقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة ( من هذه الريح )
المراد بالريح هنا الجنون ومس الجن ( فهل لك ) أي فهل لك رغبة في رقيتي وهل تميل
إليها ( ناعوس البحر ) ضبطناه بوجهين أشهرهما ناعوس هذا هو الموجود في أكثر نسخ
بلادنا والثاني القاموس وهذا الثاني هو المشهور في روايات الحديث في غير صحيح مسلم
وقال القاضي عياض أكثر نسخ صحيح مسلم وقع فيها قاعوس قال أبو عبيد قاموس البحر وسطه
وقال ابن دريد لجته وقال صاحب كتاب العين قعره الأقصى ]
(2/593)
47 -
( 869 ) حدثني سريج بن يونس حدثنا عبدالرحمن بن عبدالملك بن أبجر عن أبيه عن واصل
بن حيان قال قال أبو وائل
Y خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان لقد أبلغت
وأوجزت فلو كنت تنفست فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن طول
صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن من البيان
سحرا
[ ش ( فلو كنت تنفست ) أي أطلت قليلا ( مئنة ) أي علامة قال الأزهري والأكثرون
الميم فيها زائدة وهي مفعلة قال الهروي غلط أبو عبيد في جعله الميم أصلية وقال
القاضي عياض قال شيخنا ابن سراج هي أصلية ( إن من البيان سحرا ) قال أبو عبيد هو
من الفهم وذكاء القلب قال القاضي فيه تأويلان أحدهما أنه ذم لأنه إمالة للقلوب
وصرفها بمقاطع الكلام إليه حتى تكتسب من الأثم به كما يكتسب بالسحر وأدخله مالك في
الموطأ في ( باب ما يكره من الكلام ) وهو مذهبه في تأويل الحديث والثاني أنه مدح
لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم البيان وشبهه بالسحر لميل القلوب إليه
وأصل السحر الصرف فالبيان يصرف القلوب ويميلها إلى ماتدعوا إليه هذا كلام القاضي
وهذا التأويل الثاني هو الصحيح المختار ]
(2/594)
48 -
( 870 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن
عبدالعزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم
Y أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه و سلم فقال من يطع الله
ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بئس الخطيب
أنت قل ومن يعص الله ورسوله
قال ابن نمير فقد غوى
[ ش ( فقد غوى ) هكذا وقع في النسخ غوى بكسر الواو قال القاضي وقع في روايتي مسلم
بفتح الواو وكسرها والصواب الفتح لأنه من الغي وهو الإنهماك في الشر ]
(2/594)
49 -
( 871 ) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق الحنظلي جميعا عن ابن
عيينة قال قتيبة حدثنا سفيان عن عمرو سمع عطاء يخبر عن صفوان بن يعلى عن أبيه
Y أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقرأ على المنبر ونادوا يا
مالك
(2/594)
50 -
( 872 ) وحدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا سليمان بن
بلال عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبدالرحمن عن أخت لعمرة قالت
Y أخذت ( ق والقرآن المجيد ) من في رسول الله صلى الله عليه و سلم
يوم الجمعة وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة
(2/595)
( 872 ) وحدثنيه أبو طاهر أخبرنا ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أخت لعمرة بنت عبدالرحمن كانت أكبر منها بمثل حديث سليمان بن بلال
(2/595)
51 -
( 873 ) حدثني محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر جدثنا شعبة عن خبيب عن عبدالله بن
محمد بن معن عن بنت لحارثة بن النعمان قالت
Y ما حفظت ( ق ) إلا من في رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب بها
كل جمعة قالت وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدا
[ ش ( وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدا ) إشارة إلى حفظها
ومعرفتها بأحوال النبي صلى الله عليه و سلم وقربها من منزله ]
(2/595)
52 -
( 873 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن محمد بن
إسحاق قال حدثني عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري عن يحيى بن
عبدالله ابن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت
Y لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه و سلم واحدا سنتين
أو سنة وبعض سنة وما أخذت ( ق والقرآن المجيد ) إلا عن لسان رسول الله صلى الله
عليه و سلم يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر إذا خطب الناس
(2/595)
53 -
( 874 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن إدريس عن حصين عن عمارة بن
رؤيبة قال
Y رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال قبح الله هاتين
اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا
وأشار بإصبعيه المسبحة
[ ش ( على أن يقول بيده ) أي يشير بيده فهو من إطلاق القول على الفعل ]
(2/595)
(
874 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبدالرحمن قال
Y رأيت بشر بن مروان يوم جمعة يرفع يديه فقال عمارة بن رؤيبة فذكر
نحوه
(2/595)
14 - باب التحية والامام يخطب
(2/595)
54 -
( 875 ) وحدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا حماد ( وهو ابن زيد
) عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبدالله قال
Y بينا النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل فقال
له النبي صلى الله عليه و سلم أصليت ؟ يا فلان قال لا قال قم فاركع
(2/596)
( 875 ) حدثنا أو بكر بن أبي شيبة ويعقوب الدورقي عن ابن علية عن أيوب عن عمرو عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم كما قال حماد ولم يذكر الركعتين
(2/596)
55 -
( 875 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم ( قال قتيبة حدثنا وقال إسحاق
أخبرنا سفيان ) عن عمرو سمع جابر بن عبدالله يقول
Y دخل رجل المسجد ورسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة
فقال أصليت ؟ قال لا قال قم فصل الركعتين وفي رواية قتيبة قال صل ركعتين
(2/596)
56 -
( 875 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا
ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبدالله يقول
Y جاء رجل والنبي صلى الله عليه و سلم على المنبر يوم الجمعة يخطب
فقال له أركعت ركعتين ؟ قال لا فقال اركع
(2/596)
57 -
( 875 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد ( وهو ابن جعفر ) حدثنا شعبة عن عمرو قال
سمعت جابر بن عبدالله
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب فقال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة
وقد خرج الإمام فليصل ركعتين
(2/596)
58 -
( 875 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا أحمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي
الزبير عن جابر أنه قال
Y جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم
قاعد على المنبر فقعد سليك قبل أن يصلي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أركعت
ركعتين قال لا قال قم فاركعهما
(2/596)
59 -
( 875 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم كلاهما عن عيسى بن يونس قال ابن
خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبدالله قال
Y جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه و سلم
يخطب فجلس فقال له يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم يوم
الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
(2/596)
15 - باب حديث التعليم في الخطبة
(2/596)
60 -
( 876 ) وحدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال قال قال
أبو رفاعة
Y انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهو يخطب قال فقلت يا رسول
الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه قال فأقبل على رسول الله صلى الله
عليه و سلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتى بكرسي حسبت قوائمه حديدا قال فقعد عليه
رسول الله صلى الله عليه و سلم وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها
(2/597)
16 - باب ما يقرأ في صلاة الجمعة
(2/597)
61 -
( 877 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان ( وهو ابن بلال ) عن جعفر عن
أبيه عن ابن أبي رافع قال
Y استخلف مروان أبا هريرة على المدينة وخرج إلى مكة فصلى لنا أبا
هريرة الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة في الركعة الآخرة إذا جاءك المنافقون قال فأدركت
أبا هريرة حين انصرف فقلت له إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب يقرأ بهما
بالكوفة فقال أبو هريرة إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بهما يوم
الجمعة
(2/597)
(
877 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل ح
وحدثنا قتيبة حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) كلاهما عن جعفر عن أبيه عن
عبيدالله بن أبي رافع قال
Y استخلف مروان أبا هريرة بمثله غير أن في رواية حاتم فقرأ بسورة
الجمعة في السجدة الأولى وفي الآخرة إذا جاءك المنافقون
ورواية عبدالعزيز مثل حديث سليمان بن بلال
(2/597)
62 -
( 878 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق جميعا عن جرير قال يحيى
أخبرنا جرير عن إبراهيم بن محمد ابن المنتشر عن أبيه عن حبيب بن سالم مولى النعمان
بن بشير عن النعمان بن بشير قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة
بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية قال وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم
واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين
(2/598)
( 878 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر بهذا الإسناد
(2/598)
63 -
( 878 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن ضمرة بن سعيد عن عبيدالله بن
عبدالله قال
Y كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله أي شيء قرأ رسول
الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة سوى سورة الجمعة ؟ فقال كان يقرأ هل أتاك
(2/598)
17 - باب ما يقرأ في يوم الجمعة
(2/598)
64 -
( 879 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن سفيان عن مخول بن راشد
عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة
الم تنزيل السجدة وهل أتى على الإنسان حين من الدهر وأن النبي صلى الله عليه و سلم
كان يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين
(2/599)
(
879 ) وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع كلاهما عن سفيان
بهذا الإسناد مثله
م ( 879 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن مخول بهذا الإسناد
مثله في الصلاتين كلتيهما كم قال سفيان
(2/599)
65 -
( 880 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبدالرحمن
الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
Y أنه كان يقرأ في الفجر يوم الجمعة الم تنزيل وهل أتى
(2/599)
66 -
( 880 ) حدثني أبو الطاهر حدثنا ابن وهب عن أبراهيم بن سعد عن أبيه عن الأعرج عن
أبي هريرة
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة بالم
تنزيل في الركعة الأولى وفي الثانية هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا
مذكورا
(2/599)
18 - باب الصلاة بعد الجمعة
(2/599)
67 -
( 881 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبدالله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا
(2/600)
68 -
( 881 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمر الناقد قالا حدثنا عبدا الله بن إدريس عن
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا أربعا ( زاد عمرو في روايته قال ابن
إدريس قال سهيل ) فإن عجل بك شيء فصل ركعتين في المسجد وركعتين إذا رجعت
(2/600)
69 -
( 881 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا عمرو الناقد وأبو كريب قالا حدثنا
وكيع عن سفيان كلاهما عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه و سلم
Y من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا وليس في حديث جرير منكم
(2/600)
70 -
( 882 ) وحدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح قالا أخبرنا الليث ح وحدثنا قتيبة حدثنا
ليث عن نافع عن عبدالله
Y أنه كان إذا صلى الجمعة انصرف فسجد سجدتين في بيته ثم قال كان
رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع ذلك
(2/600)
71 -
( 882 ) وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن عبدالله بن عمر
Y أنه وصف تطوع صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فكان لا
يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته قال يحيى أظنني قرأت فيصلي أو
البتة
[ ش ( قال يحيى أظنني قرأت فيصلي أو ألبته ) معناه أظن أني قرأت على مالك في
روايتي عنه فيصلي أو أجزم بذلك يعني أن لفظة فيصلي هو متردد في قراءته أياها بين
الظن واليقين وكان رحمة الله تعالى مع علمه وحفظه كثير التشكك في الألفاظ لورعه
وتقاه حتى كان يسمى الشكاك أفاده القاضي عياض ]
(2/600)
72 -
( 882 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قال زهير حدثنا سفيان
بن عيينة حدثنا عمرو عن الزهري عن سالم عن أبيه
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين
(2/600)
73 -
( 883 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن ابن جريج قال أخبرني عمر بن عطاء
بن أبي الخوار
Y أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابن أخت نمر يسأله عن شيء رآه
منه معاوية في الصلاة فقال نعم صليت معه الجمعة في المقصورة فلما سلم الإمام قمت
في مقامي فصليت فلما دخل أرسل إلي فقال لا تعد لما فعت إذا صليت الجمعة فلا تصلها
بصلاة حتى تكلم أو تخرج فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا بذك أن لا توصل
صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج
[ ش ( المقصورة ) هي الحجرة المبنة في المسجد أحدثها معاوية بعدما ضربه الخارجي ]
(2/601)
(
883 ) وحدثنا هارون بن عبدالله حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرنا عمر بن
عطاء أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد وساق الحديث بمثله غير أنه قال
فلما سلم قمت في مقامي ولم يذكر الإمام
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/601)
8 - كتاب صلاة العيدين
(2/601)
1 -
( 884 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبدالرزاق قال ابن رافع حدثنا
عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني الحسن بن مسلم عن طاوس عن ابن عباس قال
Y شهدت صلاة الفطر مع نبي الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر
وعثمان فكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب قال فنزل نبي الله صلى الله عليه و سلم
كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى جاء النساء ومعه بلال فقال
{ يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا } [ 60 /
الممتحنة / الآية 12 ] فتلا هذه الآية حتى فرغ منها ثم قال حين فرغ منها أنتن على
ذلك ؟ فقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها منهن نعم يا نبي الله لا يدري حينئذ من هي
قال فتصدقن فبسط بلال ثوبه ثم قال هلم فدى لكن أبي وأمي فجعلن يلقين الفتخ
والخواتم في ثوب بلال
[ ش ( يجلس ) أي يأمرهم بالجلوس ( لا يدري حينئذ من هي ) هكذا وقع في جميع نسخ
مسلم حينئذ وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ قال هو وغيره هو تصحيف وصوابه لا يدري حسن
من هي وهو حسن بن مسلم روايه عن طاوس عن ابن عباس ( الفتخ ) واحدها فتخة كقصبة
وقصب واختلف في تفسيرها ففي صحيح البخاري عن عبدالرزاق قال هي الخواتيم العظام
وقال الأصمعي هي خواتيم لا فصوص لها وتجمع أيضا على فتخات وأفتاخ ( والخواتم ) جمع
خاتم وفيه أربع لغات فتح التاء وكسرها وخاتام وخيتام ]
(2/602)
2 -
( 884 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر قال أبو بكر حدثنا سفيان بن
عيينة حدثنا أيوب قال سمعت عطاء قال سمعت ابن عباس يقول
Y أشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم لصلى قبل الخطبة قال ثم
خطب فرأى أنه لم يسمع النساء فذكرهن ووعظهن وأمرهن بالصدقة وبلال قائل بثوبه فجعلت
المرأة تلقي الخاتم والخرص والشيء
[ ش ( وبلال قائل بثوبه ) أي مسير به إلى الطلب أو فاتحا ثوبه للأخذ فيه ( والخرص
) حلقة الذهب والفضة أو حلقة القرط أو الحلقة الصغيرة من الحلي ]
(2/602)
( 884 ) وحدثنيه أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد ح وحدثني يعقوب الدورقي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم كلاهما عن أيوب بهذا الإسناد نحوه
(2/602)
3 -
( 885 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق
أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن جابر بن عبدالله قال سمعته يقول
Y إن النبي صلى الله عليه و سلم قام يوم الفطر فصلى فبدأ بالصلاة
قبل الخطبة ثم خطب الناس فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه و سلم نزل وأتى النساء
فذكرهن وهو يتوكأ على يد بلال وبلال باسط ثوبه يلقين النساء صدقة
قلت لعطاء زكاة يوم الفطر ؟ قال لا ولكن صدقة يتصدقن بها حينئذ تلقي المرأة فتخها
ويلقين ويلقين
قلت لعطاء أحقا على الإمام الآن أن يأتي النساء حين يفرغ فيذكرهن ؟ قال إي لعمر إن
ذلك لحق علهم وما لهم لا يفعلون ذلك ؟
[ ش ( يلقين النساء صدقة ) هكذا في النسخ يلقين وهو جائز ( ويلقين ويلقين ) هكذا
هو في النسخ مكرر وهو صحيح ومعناه ويلقين كذا ويلقين كذا ( أحقا ) معناه أترى حقا
؟ ]
(2/603)
4 -
( 885 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان
عن عطاء عن جابر بن عبدالله قال
Y شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة يوم العيد فبدأ
بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكأ على بلال فأمر بتقوى الله
وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن فقال تصدقن
فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت لم ؟ يا رسول الله
قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب
بلال من أقرطتهن وخواتمهن
[ ش ( الشكاة ) أي الشكوى ( وتكفرن العشير ) قال أهل اللغة العشير المعاشر
والمخالط وحمله الأكثرون هنا على الزوج وقال آخرون هو كل مخالط قال الخليل يقال هو
العشير والشعير على القلب ومعنى الحديث أنهن يجحدن الإحسان لضعف عقولهن وقلة
معرفتهن ( أقرطتهن ) هو جمع قرط قال ابن دريد ما علق من شحمة الأذن فهو قرط سواء
كان من الذهب أو خرز وأما الخرص فهو الحلقة الصغيرة من الحلي قال القاضي قيل
الصواب قرطتهن بحذف الألف وهو المعروف في جمع قرط كخرج وخرجة ويقال في جمع قراط
كرمح ورماح قال القاضي لا يبعد صحة أقرطة ويكون جمع جمع أي جمع قراط لاسيما وقد صح
في الحديث ]
(2/603)
5 -
( 886 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء عن ابن
عباس وعن جابر بن عبدالله الأنصاري قالا
Y لم يكن يؤذن يوم الفطر ولا يوم الأضحى ثم سألته بعد حين عن ذلك ؟
فأخبرني قال أخبرني جابر بن عبدالله الأنصاري أن لا أذان للصلاة يوم الفطر حين
يخرج الإمام ولا بعد ما يخرج ولا إقامة ولا نداء ولا شيء لا نداء يومئذ ولا إقامة
(2/604)
6 -
( 886 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء
Y أن ابن عباس أرسل إلى ابن الزبير أول ما بويع له أنه لم يكن يؤذن
للصلاة يوم الفطر فلا تؤذن لها قال فلم يؤذن لها ابن الزبير يومه وأرسل إليه مع
ذلك إنما الخطبة بعد الصلاة وإن ذلك قد كان يفعل قال فصلى ابن الزبير قبل الخطبة
(2/604)
7 -
( 887 ) وحدثنا يحيى بن يحيى وحسن بن الربيع وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة
( قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا أبا الأحص ) عن سماك عن جابر بن سمرة قال
Y صليت مع رسول الله صلى الله عليه سلم العيدين غير مرة ولا مرتين
بغير أذان ولا إقامة
(2/604)
8 -
( 888 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدة بن سليمان وأبو أسامة عن عبيدالله
عن نافع عن ابن عمر
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر كانوا يصلون العيدين
قبل الخطبة
(2/605)
9 -
( 889 ) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل بن جعفر عن داود
بن قيس عن عياض بن عبدالله بن سعد عن أبي سعيد الخدري
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يخرج يوم الأضحى ويوم الفطر
فيبدأ بالصلاة فإذا صلى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس وهم جلوس في مصلاهم فإن
كان له حاجة ببعث ذكره للناس أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها وكان يقول تصدقوا
تصدقوا تصدقوا وكان أكثر من يتصدق النساء ثم ينصرف فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن
الحكم فخرجت مخاصرا مروان
حتى أتينا المصلى فإذا كثير بن الصلت قد بنى منبرا من طين ولبن فإذا مروان ينازعني
يده كأنه يجرني نحو المنبر وأنا أجره نحو الصلاة فلما رأيت ذلك منه قلت أين
الإبتداء بالصلاة ؟ فقال لا يا أبا سعيد قد ترك ما تعلم قلت كلا والذي نفسي بيده
لا تأتون بخير مما أعلم ( ثلاث مرار ثم انصرف )
[ ش ( مخاصرا مروان ) قال الإمام النووي أي مماشيا له يده في يدي هكذا فسروه ( أين
الإبتداء بالصلاة ) هكذا ضبطناه على الأكثر وفي بعض الأصول ألا نبدأ ؟ بألا التي
هي للاستفتاح وكلاهما صحيح والأول أجود في هذا الموطن لأنه ساقه للإنكار عليه ]
(2/605)
1 - باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال
(2/605)
10 -
( 890 ) حدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد حدثنا أيوب عن محمد عن أم عطية قالت
Y أمرنا ( تعني النبي صلى الله عليه و سلم ) أن نخرج في العيدين
العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين
[ ش ( العواتق ) قال أهل اللغة العواتق جمع عاتق وهي الجاريه البالغة وقال ابن
دريد هي التي قاربت البلوغ وقال ابن السكيت هي ما بين أن تبلغ إلى أن تعنس
والتعنيس طول المقام في بيت أبيها بلا زوج حتى تطعن في السن )
[ ش ( الخدور ) الخدور البيوت وقيل الخدر ستر يكون في ناحية البيت ) ( الحيض ) جمع
حائض مثل راكع وركع ]
(2/605)
11 -
( 890 ) حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن عاصم الأحول عن حفصة بنت سيرين عن
أم عطية قالت
Y كنا نؤمر بالخروج في العيدين والمخبأة والبكر قالت الحيض يخرجن
فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس
(2/605)
12 -
( 890 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن
أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى
العواتق والحيض وذوات الخدور فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة
المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها
[ ش ( ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ) أي يحضرن مجالس الخير كسماع العلم ويحضرن
دعوة المسلمين أي دعاءهم كاستسقائهم ( جلباب ) قال النضر بن شميل هو ثوب أقصر
وأعرض من الخمار وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها وقيل هو ثوب واسع دون الرداء
تغطي به صدرها وظهرها وقيل هو الإزار وقيل الخمار ( لتلبسها أختها من جلبابها )
قال النووي الصحيح أن معناه لتلبسها جلبابا لا تحتاج إليه عارية ]
(2/605)
2 - باب ترك الصلاة قبل العيد وبعدها في المصلى
(2/605)
13 -
( 884 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدي عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوم أضحى أو فطر فصلى
ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهن بالصدقة فجعلت
المرأة تلقي خرصها وتلقي سخابها
[ ش ( سخابها ) هو قلادة من طيب معجون على هيئة الخرز يكون من مسك أو قرنفل أو
غيرهما من الطيب ليس فيه شيء من الجوهر وجمعه سخب ككتاب وكتب ]
(2/605)
( 884 ) وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا ابن إدريس ح وحدثني أبو بكر بن نافع ومحمد بن بشار جميعا عن غندر كلاهما عن شعبة بهذا الإسناد نحوه
(2/605)
3 - باب ما يقرأ به في صلاة العيدين
(2/605)
14 -
( 891 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن
عبيدالله بن عبدالله
Y أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي ما كان يقرأبه رسول الله
صلى الله عليه و سلم في الأضحى والفطر ؟ فقال كان يقرأ فيهما بق والقرآن المجيد
واقتربت الساعة وانشق القمر
[ ش ( عن عبيدالله أن عمر بن الخطاب ) هكذا هو في جميع النسخ فالرواية الأولى
مرسلة لأن عبيدالله لم يدرك عمر ولكن الحديث صحيح بلا شك متصل من الرواية الثانية
فإنه أدرك أبا واقد بلا شك وسمعه بلا خلاف فلا عتب على مسلم حينئذ في روايته فإنه
صحيح متصل ]
(2/607)
15 -
( 891 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا فليح عن ضمرة بن
سعيد عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن أبي واقد الليثي قال
Y سألني عمر بن الخطاب عما قرأ به رسول الله صلى الله عليه و سلم في
يوم العيد ؟ فقلت باقتربت الساعة وق والقرآن المجيد
(2/607)
4 - باب الرخصة في اللعب الذي لامعصية فيه في أيام العيد
(2/607)
16 -
( 892 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Y دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما
تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في
بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
[ ش ( جاريتان ) الجارية هي فتية النساء أي شابتهن سميت بها لخفتها ثم توسعوا حتى
سمعوا كل أمة جارية وإن كانت غير شابة والمراد هنا معناها الأصلي ( تقاولت به
الأنصار يوم بعاث ) وتقاولت معناها بما خاطب بعضهم بعضا في الحرب من الأشعار وبعاث
اسم حصن للأوس يصرف ولا يصرف وترك صرفه هو الأشهر ويوم بعاث يوم جرت فيه بين
قبيلتي الأنصار الأوس والخزرج في الجاهلية حرب وكان الظهور فيه للأوس ويطلق اليوم
ويراد به الوقعة ( وليستا بمغنيتين ) معناه ليس الغناء عادة لهما ولا هما معروفتان
به قال القاضي إنما كان غناؤهما بما هو من أشعار الحرب والمفاخرة بالشجاعة والظهور
والغلبة وهذا لا يهيج الجواري على شر ولا إنشادهما لذلك من الغناء المختلف فيه
وإنما هو رفع الصوت بالإنشاد ولهذا قالت وليستا بمغنيتين أي ليستا ممن يغني بعادة
المغنيات من التشويق والهوى والتعريض بالفواحش والتشبيب بأهل الجمال وما يحرك
النفوس ويبعث الهوى والغزل كما قيل الغنا رقية الزنا وليستا أيضا ممن اشتهر وعرف
بإحسان الغناء الذي فيه تمطيط وتكسير وعمل يحرك الساكن ويبعث الكامن ولا ممن اتخذ
ذلك صنعة وكسبا والعرب تسمي الإنشاد غناء وليس هو من الغناء المختلف فيه بل هو
مباح وقد استجازت الصحابة غناء العرب الذي هو مجرد الإنشاد والترنم وأجازوا الحداء
وفعلوه بحضرة النبي صلى الله عليه و سلم وفي هذا كله إباحة مثل هذا وما في معناه
وهذا ومثله ليس بحرام ولا يجرح الشاهد ( أبمزموره الشيطان ) هو بضم الميم الأولى
وفتحها والضم أشهر ولم يذكر القاضي غيره ويقال أيضا مزمار وأصله صوت بصفير والزمير
الصوت الحسن ويطلق على الغناء أيضا ]
(2/607)
(
892 ) وحدثناه يحيى بن يحيى وأبو كريب جميعا عن أبي معاوية عن هشام بهذا الإسناد
وفيه جاريتان تلعبان بدف
[ ش ( بدف ) هو بضم الدال وفتحها والضم أفصح وأشهر قال في المنجد الدف آلة طرب
وجمعه دفوف ]
(2/607)
17 -
( 892 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو أن ابن شهاب حدثه
عن عروة عن عائشة
Y أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان من أيام منى تغنيان وتضربان
ورسول الله صلى الله عليه و سلم مسجى بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف رسول الله صلى
الله عليه و سلم عنه وقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد وقالت رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون وأنا جارية
فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن
[ ش ( في أيام منى ) هي أيام عيد الأضحى أضيف إلى المكان بحسب الزمان قال النووى
يعني الثلاثة بعد اليوم النحر وهي أيام التشريق ( مسجى بثوبه ) أي مغطى به (
فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن ) قال النووى معناه أنها تحب اللهو
والتفرج والنظر إلى اللعب حبا بليغا وتحرص على إدامته ما أمكنها ولا تمل ذلك إلا
بعد زمن طويل وقولها فاقدروا هو بضم الدال وكسرها لغتان حكاهما الجوهري وغيره وهو
من التقدير أي قدروا رغبتها في ذلك إلى أن تنتهي أي قيسوا قياس أمرها في حداثتها
وحرصها على اللهو ومع ذلك كانت هي التي تمل وتنصرف عن النظر إليه والنبي صلى الله
عليه و سلم لا يمسه شيء من الضجر والإعياء رفقا بها وقولها العربة معناها المشتهية
للعب المحبة له ]
(2/607)
18 -
( 892 ) وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب عن عروة بن
الزبير قال قالت عائشة
Y والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقوم على باب حجرتي
والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترني بردائه لكى
أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلى حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجارية
الحديثة السن حريصة على اللهو
(2/607)
19 -
( 892 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي ويونس بن عبدالأعلى ( واللفظ لهارون ) قالا
حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو أن محمد بن عبدالرحمن حدثه عن عروة عن عائشة قالت
Y دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم وعندى جاريتان تغنيان بغناء
بعاث فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمار الشيطان عند
رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب فإما
سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم وإما قال تشتهين تنظرين ؟ فقلت نعم فأقامني
وراءه خدى على خده وهو يقول دونكم يا بني أرفدة حتى إذا مللت قال حسبك ؟ قلت نعم
قال فاذهبي
[ ش ( بغناء بعاث ) أي بغناء أشعار قيلت في تلك الحرب ( فلما غفل ) تعني أباها (
وكان يوم عيد ) أي وكان اليوم يوم عيد ( بالدرق ) جمع درقة الترس من جلود ليس فيه
خشب ولا عقب ( دونكم يا بني أرفدة ) هو بفتح الهمزة وإسكان الراء ويقال بفتح الفاء
وكسرها وجهان حكاهما القاضي عياض وغيره الكسر أشهر وهو لقب للحبشة ولفظة دونكم من
ألفاظ الإغراء وحذف المغرى به تقديره عليكم بهذا اللعب الذي أنتم فيه ( حسبك ) هو
استفهام بدليل قولها قلت نعم تقديره أحسبك ؟ أي هل يكفيك هذا القدر ؟ ]
(2/607)
20 -
( 892 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت
Y جاء حبش يزفنون في يوم عيد في المسجد فدعاني النبي صلى الله عليه
و سلم فوضعت رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي أنصرف عن النظر
إليهم
[ ش ( يزفنون ) معناه يرقصون وحمله العلماء على التوثب بسلاحهم ولعبهم بحرابهم على
قريب من هيئة الرقص لأن معظم الروايات إنما فيها لعبهم بحرابهم فيتأول هذه اللفظة
على موافقة سائر الروايات ]
(2/607)
( 892 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ح وحدثنا ابن نمير حدثنا محمد بن بشر كلاهما عن هشام بهذا الإسناد ولم يذكرا في المسجد
(2/607)
(
892 ) وحدثني إبراهيم بن دينار وعقبة بن مكرم العمي وعبد بن حميد كلهم عن أبي عاصم
( واللفظ لعقبة ) قال حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج قال أخبرني عطاء أخبرني عبيد بن
عمير أخبرتني عائشة أنها قالت
Y للعابين وددت أن أراهم قالت فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقمت على الباب أنظر بين أذنيه وعاتقه وهم يلعبون في المسجد
قال عطاء فرس أو حبش قال وقال لي ابن عتق بل حبش
[ ش ( قال عطاء فرس أو حبش ؟ ) هكذا هو في كل النسخ ومعناه أن عطاء شك هل قال هم
فرس أم حبش بمعنى هل هم من الفرس أم من الحبش ؟ وأما ابن عتيق فجزم بأنهم حبش وهو
الصواب ( وقال لي ابن عتيق ) قال القاضي عياض هكذا هو عند شيوخنا وعند الباجي وقال
لي ابن عمير قال وفي نسخة أخرى قال لي ابن أبي عتيق قال صاحب المشارق والمطالع
الصحيح ابن عمير وهو عبيد بن عمير المذكور في السند والصواب ]
(2/607)
22 -
( 893 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا
عبدالرزاق ) أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال
Y بينما الحبشة يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه و سلم بحرابهم
إذ دخل عمر بن الخطاب فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها فقال له رسول الله صلى الله
عليه و سلم دعهم يا عمر
[ ش ( فأهوى إلى الحصباء يحصبهم بها ) أهوى أي مد يده نحوها وأمالها إليها ليأخذها
والحصباء هي الحصا الصغار ويحصبهم أي يرميهم بها ]
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/610)
9 - كتاب صلاة الاستسقاء
(2/610)
1 -
( 894 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبدالله بن أبي بكر أنه سمع عباد
بن تميم يقول سمعت عبدالله بن زيد المازني يقول
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المصلى فاستسقى وحول ردائه
حين استقبل القبلة
[ ش ( وحول ردائه ) قال النووى قال أصحابنا لإن التحول شرع تفاؤلا بتغير الحال من
القحط إلى نزول الغيث والخصب ومن ضيق الحال إلى سعته ]
(2/611)
2 -
( 894 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبدالله بن أبي بكر عن عباد
بن تميم عن عمه قال
Y خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى المصلى فاستسقى واستقبل القبلة
وقلب رداءه وصلى ركعتين
(2/611)
3 -
( 894 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال أخبرني
أبو بكر بن محمد بن عمرو أن عباد ابن تميم أخبره أن عبدالله بن زيد الأنصاري أخبره
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى المصلى يستسقي وأنه لما
أراد أن يدعو استقبل القبلة وحول رداءه
(2/611)
4 -
( 894 ) وحدثني أو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال
أخبرني عباد بن تميم المازني أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و
سلم يقول
Y خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما يستسقي فجعل إلى الناس
ظهره يدعو الله واستقبل القبلة وحول رداءه ثم صلى ركعتين
[ ش ( عمه ) المراد بعمه عبدالله بن زيد بن عاصم المازني المتكرر في الروايات
السابقة ]
(2/611)
1 - باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء
(2/611)
5 -
( 895 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن ثابت عن أنس
قال
Y رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى
بياض إبطيه
(2/612)
7 -
( 895 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي وعبدالأعلى عن سعيد عن قتادة عن
أنس
Y أن نبي الله صلى الله عليه و سلم كان لا يرفع يديه في شيء من
دعائه إلا في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه غير أن عبدالأعلى قال يرى بياض إبطه أو
بياض إبطيه
(2/612)
( 895 ) حدثنا ابن المثنى حدثنا يحيى بن سعد عن ابن أبي عروبة عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه
(2/612)
6 - ( 896 ) وحدثنا عبد بن حميد حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم استسقى فأشار بظهر كفيه إليه
(2/612)
2 - باب الدعاء في الاستسقاء
(2/612)
8 -
( 897 ) وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر ( قال يحيى أخبرنا
وقال الآخرون حدثنا إسماعل بن جعفر ) عن شريك بن أبي نمر عن أنس بن مالك
Y أن رجلا دخل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول
الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم قائما
ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغثنا قال فرفع رسول
الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا قال أنس
ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار
قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال فلا
والله ما رأينا الشمس سبتا قال ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول
الله صلى الله عليه و سلم قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت
الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه و
سلم يديه ثم قال اللهم حولنا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية
ومنابت الشجر فانقلعت وخرجنا نمشى في الشمس قال شريك فسألت أنس بن مالك أهو الرجل
الأول ؟ قال لا أدرى
[ ش ( من باب كان نحو دار القضاء ) أي في جهتها وهي دار كانت لسيدنا عمر سميت دار
القضاء لكونها بيعت بعد وفاته في قضاء دينه وقال القاضي عياض سميت دار القضاء
لأنها بيعت في قضاء دين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كتبه على نفسه وأوصى ابنه
عبدالله أن يباع فيه ماله فإن عجز ماله استعان ببني عدي ثم بقريش فباع ابنه داره
هذه لمعاوية وماله بالغابة وقضى دينه ( هلكت الأموال ) المراد بالأموال هنا
المواشي خصوصا الإبل وهلاكها من قلة الأقوات بسبب عدم المطر والنبات ( وانقطعت
السبل ) أي الطرق فلم تسلكها الإبل إما لخوف الهلاك أو الضعف بسبب قلة الكلأ أو
عدمه ( فادع الله يغيثنا قوله صلى الله عليه و سلم اللهم أغثنا ) هكذا في جميع
النسخ أغثنا بالألف ويغثنا بضم الياء من أغاث يغيث رباعي والمشهور في كتب اللغة
أنه إنما يقال في المطر غاث الله الناس والأرض يغيثهم بفتح الياء أي أنزل المطر
قال القاضي عياض قال بعضهم هذا المذكور في الحديث من الإغاثة بمعنى المعونة وليس
من طلب الغيث إنما يقال في طلب الغيث اللهم غثنا قال القاضي ويحتمل أن يكون من طلب
الغيث أي هب لنا غيثا أو ارزقنا غيثا كما يقال سقاه الله وأسقاه أي جعل له سقيا
على لغة من فرق بينهما ( ولا قزعة ) هي القطعة من السحاب وجماعتها قزع كقصبة وقصب
قال أبو عبيد وأكثر ما يكون ذلك في الخريف ( سلع ) هو جبل بقرب المدينة أي ليس
بيننا وبينه من حائل منعنا من رؤية سبب المطر فنحن مشاهدون له وللسماء وقال الإمام
النووى ومراده بهذا الإخبار عن معجزة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعظيم كرامته
على ربه سبحانه وتعالى بإنزال المطر سبعة أيام متوالة متصلا بسؤاله من غير تقديم
سحاب ولا قزع ولا سبب آخر لا ظاهر ولا باطن ( مثل الترس ) الترس هو ما يتقى به
السف ووجه الشبه الاستدارة والكثافة لا القدر ( أمطرت ) هكذا هو في النسخ وكذا جاء
في البخاري أمطرت بالألف وهو صحيح وهو دليل للمذهب المختار الذي عليه الأكثرون
والمحققون من أهل اللغة ( سبتا ) أي قطعة من الزمان وأصل السبت القطع ( هلكت
الأموال وانقطعت السبل ) هلاك الأموال وانقطاع السبل هذه المرة من كثرة الأمطار
لتعذر الرعى والسلوك ( حولنا ) وفي بعض النسخ حوالينا وهما صحيحان ( الآكام ) قال
في المصباح الأكمة تل والجمع أكم وأكمات مثل قصبة وقصب وقصبات وجمع الأكم إكام مثل
جبل وجبال وجمع الإكام أكم مثل كتاب وكتب وجمع الأكم أكمام مثل عنق وأعناق وقال
النووى قال أهل اللغة الإكام بكسر الهمزة جمع أكمة ويقال في جمعها آكام ويقال أكم
وأكم وهي دون الجبل وأعلى من الرابية وقيل دون الرابية ( والظراب ) واحدها ظرب وهي
الروابي الصغار ( فانقلعت ) ولفظ البخاري فأقلعت وهو لغة القرآن أي فأمسكت السحابة
الماطرة عن المدينة الطاهرة وفي نسخة النووي فانقطعت قال هكذا هو في بعض النسخ
المعتمدة وفي أكثرها فانقلعت وهما بمعنى ]
(2/612)
9 -
( 897 ) وحدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني إسحاق بن
عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال
Y أصابت الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فبينا رسول
الله صلى الله عليه و سلم يخطب الناس على المنبر يوم الجمعة إذ قام أعرابي فقال يا
رسول الله هلك المال وجاع العيال وساق الحديث بمعناه وفيه قال اللهم حوالينا ولا
علينا قال فما يشير بيده إلى ناحية إلا تفرجت حتى رأيت المدينة في مثل الجوبة وسال
وادى قناة شهرا ولم يجيء أحدا من ناحية إلا أخبر بجود
[ ش ( والظراب ) واحدها ظرب وهي الروابي الصغار ( فانقلعت ) ولفظ البخاري فأقلعت
وهو لغة القرآن أي فأمسكت السحابة الماطرة عن المدينة الطاهرة وفي نسخة النووى
فانقطعت قال هكذا هو في بعض النسخ المعتمدة وفي أكثرها فانقلعت وهما بمعنى ( أصابت
الناس سنة ) أي قحط ( اللهم حوالينا ولا علينا ) أ أنزل المطر على الجهات المحيطة
بنا ولا تنزله علينا قال الجوهري يقال قعدوا حوله وحواله وحوليه وحواليه بفتح
اللام ولا يقال حواليه بكسرها ( تفرجت ) أي تقطع السحاب وزال عنها ( الجوبة )
الجوبة هي الفجوة ومعناه تقطع السحاب عن المدينة وصار مستدييرا حولها وهي خالة منه
( وادي قناة ) قناة اسم لواد من أودية المدينة وعليه زروع لهم فأضافه هنا إلى نفسه
( أخبر بجود ) الجود هو المطر الشديد ]
(2/612)
10 -
( 897 ) وحدثني عبدالأعلى بن حماد ومحمد بن أبي بكر المقدمي قالا حدثنا معتمر
حدثنا عبيدالله عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال
Y كان النبي صلى الله عليه و سلم يخطب يوم الجمعة فقام إليه الناس
فصاحوا وقالوا يا نبي الله قحط المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم وساق الحديث وفيه
من رواية عبدالأعلى فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حواليها وما تمطر بالمدينة قطرة
فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الأكليل
[ ش ( قحط المطر ) أي أمسك ( واحمر الشجر ) كناية عن يبس ورقها وظهور عودها (
تقشعت ) أي انكشفت وقال النووى زالت ( الإكليل ) قال أهل اللغة هي العصابة وتطلق
على كل محيط بالشيء ويسمى التاج إكليلا لإحاطته بالرأس ]
(2/612)
11 -
( 897 ) وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس
بنحوه وزاد فألف الله بين السحاب ومكثنا حتى رأيت الرجل الشديد تهمه نفسه أن يأتي
أهله
[ ش ( تهمه نفسه ) ضبطناه بوجهين فتح التاء مع ضم الهاء وضم التاء مع كسر الهاء
يقال همه الشيء وأهمه أي اهتم له ]
(2/612)
12 -
( 897 ) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب حدثني أسامة أن حفص بن
عبيدالله بن أنس بن مالك حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول
Y جاء إعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الجمعة وهو على
المنبر وإقتص الحديث وزاد فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى
[ ش ( يتمزق كأنه الملاء حين تطوى ) الواحدة ملاءة وهي الريطه كالملحفة التي تلتحف
بها المرأة ومعناه تشبيه إنقطاع السحاب وتجليله بالملاءة المنشورة إذا طويت ]
(2/612)
13 -
( 898 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس قال
قال أنس
Y أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مطر قال فحسر رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثوبه حتى أصابه من المطر فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا
؟ قال لأنه حديث عهد بربه تعالى
[ ش ( فحسر ) أي كشف بعض بدنه ( حديث عهد بربه ) أي بتكوين ربه إياه ومعناه أن
المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها ]
(2/615)
3 - باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر
(2/615)
14 -
( 899 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) عن جعفر (
وهو ابن محمد ) عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
تقول
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا كان يوم الريح والغيم عرف
ذلك في وجهه وأقبل وأدبر فإذا مطرت سر به وذهب عنه ذلك قالت عائشة فسألته فقال إني
خشيت أن يكون عذابا سلطا على أمتي ويقول إذا رأى المطر رحمه
(2/616)
15 -
( 899 ) وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب قال سمعت ابن جريج يحدثنا عن عطاء بن
أبي رباح عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت
Y كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا عصفت الريح قال اللهم إني
أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشرما فيها وشر ما
أرسلت به قالت وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سري
عنه فعرفت ذلك في وجهه قالت عائشة فسألته فقال لعله ياعائشة كما قال قوم عاد {
فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا }
[ ش ( عصفت الريح ) أي اشتد هبوبها ( تخيلت ) قال أبو عبيد وغيره تخيلت من المخيلة
بفتح الميم وهي سحابه فيها رعد وبرق يخيل إليه أنها ماطرة ويقال أخالت إذا تغيمت (
سري عنه ) أي انكشف عنه الهم قال ابن الأثير وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث
وخاصة في ذكر نزول الوحي عليه وكلها بمعنا الكشف والإزالة يقال سروت الثوب وسريته
إذا خلعته والتشديد فيه للمبالغة ( هذا عارض ممطرنا ) أي سحاب عرض في أفق السماء يأتينا
بالمطر ]
(2/616)
16 -
( 899 ) وحدثني هارون بن معروف حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث ح وحدثني أبو
الطاهر أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرنا عمر بن الحارث أن أبا النضر حدثه عن سليمان
بن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
Y أنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مستجمعا ضاحكا
حتى أرى منه لهواته إنما كان يبتسم قالت وكان إذا رأى غيما أو ريحا عرف ذلك في
وجهه فقالت يا رسول الله أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر
وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية ؟ قالت فقال يا عائشة ما يؤمنني أن يكون
فيه عذاب قد عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا هذا عارض ممطرنا
[ ش ( مستجمعا ) المستجمع المجد في الشيء القاصد له ( لهواته ) اللهوات جمع لهاة
وهي اللحمة الحمراء المعلقة في أعلى الحنك قاله الأصمعي ]
(2/616)
4 - باب في ريح الصبا والدبور
(2/616)
17 -
( 900 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثني محمد بن المثنى
وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور
[ ش ( نصرت بالصبا ) الصبا ريح ومهبها المستوى أن تهب من مطلع الشمس إذا استوى
الليل والنهار ( بالدبور ) الريح التي تقابل الصبا وقال النووى هي الريح الغربية ]
(2/617)
(
900 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا
عبدالله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي حدثنا عبدة ( يعني ابن سليمان ) كلاهما عن
الأعمش عن مسعود بن مالك عن سعد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم
بمثله
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/617)
10 - كتاب الكسوف
(2/617)
1 - باب صلاة الكسوف
(2/617)
1 -
( 901 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ح
وحدثنا أبو بكر بن أبي شييبة ( واللفظ له ) قال حدثنا عبدالله بن نمير حدثنا هشام
عن أبيه عن عائشة قالت
Y خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام رسول الله
صلى الله عليه و سلم يصلي فأطال القيام جدا ثم ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه
فأطال القيام جدا وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع جدا وهو دون الركوع
الأول ثم سجد ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو
دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع
فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم
وقد تجلت الشمس فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر من آيات
الله وإنهما لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فكبروا وادعو الله
وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد إن من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا
أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا ألا هل بلغت ؟ وفي
رواية مالك إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
[ ش ( خسفت الشمس ) يقال كسفت الشمس والقمر وكسفا وانكسفا وخسفا وخسفا وانخسفا
بمعنى وجمهور أهل اللغة وغيرهم على أن الخسوف والكسوف يكون لذهاب ضوئهما كله
وويكون لذهاب بعضه ( إن من أحد أغير من الله ) إن نافية بمعنى ما ومن استغراقية
وأحد في محل الرفع ومعناه ليس أحد أمنع من المعاصي من الله تعالى ولا أشد كراهة لها
منه سبحانه وتعالى ( لو تعلمون ما أعلم الخ ) معناه لو تعلمون من عظم انتقام الله
تعالى من أهل الجرائم وشدة عقابه وأهوال القيامة وما بعدها كما علمت وترون النار
كما رأيت في مقامي هذا وفي غيره - لبكيتم كثيرا ولقل ضحككم لفكركم فيما علمتموه ]
(2/618)
2 -
( 901 ) حدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة بهذا الإسناد وزاد
ثم قال
Y أما بعد فإن الشمس والقمر من آيات الله وزاد أيضا ثم رفع يديه
فقال اللهم هل بلغت
(2/618)
3 -
( 901 ) حدثني حرملة بن يحيى أخبرني ابن وهب أخبرني يونس ح وحدثني أبو الطاهر ومحمد
بن سلمة المرادى قالا حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عروة بن
الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت
Y خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم فخرج رسول الله
صلى الله عليه و سلم إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى
الله عليه و سلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله
لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى ثم
كبر فركع ركوعا طويلا هو أدني من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد
ثم سجد ( ولم يذكر أبو الطاهر ثم سجد ) ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى
استكمل أربع ركعات وأربع سجدات وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام فخطب الناس فأثنى
على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت
أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة وقال أيضا فصلوا حتى يفرج الله عنكم
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم حتى لقد
رأيتنى أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني جعلت أقدم ( وقال المزادى أتقدم )
ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت ورأيت فيها ابن لحي وهو الذي
سيب السوائب وانتهى حديث أبي الطاهر عند قوله فافزعوا للصلاة ولم يذكر ما بعده
[ ش ( أقدم ) ضبطناه بضم الهمزة وفتح القاف وكسر الدال المشددة ومعناه أقدم نفسي
أو رجلي وكذا صرح القاضي عياض بضبطه ( يحطم ) أي يكسر ( وهو الذي سيب السوائب )
تسييب الدواب إرسالها تذهب وتجيء كيف شاءت والسوائب جمع سائبة وهي التي نهي الله
سبحانه عنها في قوله ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة فالبحيرة هي الناقة التي يمنع
درها للطواغيت فلا يحلبها أحد من الناس والسائبة التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا
يحمل عليها شيء ]
(2/618)
4 -
( 901 ) وحدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم قال قال الأوزاعى أبو
عمرو وغيره سمعت ابن شهاب الزهري يخبر عن عروة عن عائشة
Y أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث مناديا
الصلاة جامعة فاجتمعوا وتقدم فكبر وصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
[ ش ( الصلاة جامعة ) لفظة جامعة منصوبة على الحال والصلاة منصوبة أيضا على
الإغراء أي احضروا الصلاة ويصح الرفع فيهما على الابتداء والخبر أي الصلاة تجمع
الناس في المسجد الجامع ]
(2/618)
5 -
( 901 ) وحدثنا محمد بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم أخبرنا عبدالرحمن بن نمير أنه
سمع ابن شهاب يخبر عن عروة عن عائشة
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم جهر في صلاة الخسوف بقراءته فصلى
أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
(2/618)
( 902 ) قال الزهري وأخبرني كثير بن عباس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه صلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
(2/620)
(
902 ) وحدثنا حاجب بن الوليد حدثنا محمد بن حرب حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن
الزهري قال
Y كان كثير بن عباس يحدث أن ابن عباس كان يحدث عن صلاة رسول الله
صلى الله عليه و سلم يوم كسفت الشمس بمثل ما حدث عروة عن عائشة
(2/620)
6 -
( 901 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر أخبرنا ابن جريج قال سمعت
عطاء يقول سمعت عبيد بن عمير يقول
Y حدثني من أصدق ( حسبته يريد عائشة ) أن الشمس انكسفت على عهد رسول
الله صلى الله عليه و سلم فقام قياما شديدا يقوم قائما ثم يركع ثم يقوم ثم يركع ثم
يقوم ثم يركع ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات فانصرف وقد تجلت الشمس وكان إذا
ركع قال الله أكبر ثم يركع وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده فقام فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما من آيات
الله يخوف الله بهما عباده فإذا رأيتم كسوفا فاذكروا الله حتى ينجليا
(2/620)
7 -
( 901 ) وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى قالا حدثنا معاذ ( وهو ابن هشام
) حدثني أبي عن قتادة عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن عائشة
Y أن نبي الله صلى الله
عليه و سلم صلى ست ركعات وأربع سجدات
(2/620)
2 - باب ذكر عذاب القبر في صلاة الخسوف
(2/620)
8 -
( 903 ) وحدثنا عبدالله بن مسلمة القعنبي حدثنا سليمان ( يعني ابن بلال ) عن يحيى
عن عمرة
Y أن يهودية أتت عائشة تسألها فقالت أعاذك الله من عذاب القبر قالت
عائشة فقلت يا رسول الله يعذب الناس في القبور قالت عمرة فقالت عائشة قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم عائذا بالله ثم ركب رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات
غداة مركبا فخسفت الشمس قالت عائشة فخرجت في نسوة بين ظهرى الحجر في المسجد فأتى
رسول الله صلى الله عليه و سلم من مركبه حتى انتهى إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه
فقام وقام الناس وراءه قالت عائشة فقام قياما طويلا ثم ركع فركع ركوعا طويلا ثم
رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع فركع ركوعا طويلا وهو دون ذلك
الركوع ثم رفع وقد تجلت الشمس فقال إني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال
قالت عمرة فسمعت عائشة تقول فكنت أسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ذلك
يتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر
[ ش ( تسألها ) تعنى فلما أعطتها السيدة عائشة ما سألته دعت لها فقالت في دعائها
أعاذك الله أي أجارك من عذاب القبر ( عائذا بالله ) هو من الصفات القائمة مقام
المصدر وناصبه محذوف أي أعوذ عياذا به ( بين ظهرى الحجر ) أي بينها والحجر جمع
حجرة تعنى بيوت الأزواج الطاهرات فكلمة ظهرى مقحمة وهي تثنية ظهر ( مصلاه ) تعنى
موقفه من المسجد ( تفتنون ) أي تمتحنون ]
(2/621)
( 903 ) وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا عبدالوهاب ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان جميعا عن يحيى بن سعيد في هذا الإسناد بمثل معنى حديث سليمان بن بلال
(2/621)
3 - باب ما عرض على النبي صلى الله عليه و سلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار
(2/621)
9 -
( 904 ) وحدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائى
قال حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبدالله قال
Y كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم شديد
الحر فصلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم
ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحوا
من ذاك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال إنه عرض على كل شيء تولجونه فعرضت على
الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته ( أو قال تناولت منها قطفا ) فقصرت يدي عنه
وعرضت على النار فرأيت فيها امرأة من بني اسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم
تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في
النار وإنهم كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم وإنهما آيتان
من آيات الله يريكموهما فإذا خسفا فصلوا حتى ينجلى
[ ش ( لو تناولت منها قطفا لأخذته ) معنى تناولت مددت يدي لأخذه والقطف العنقود
وهو فعل بمعنى مفعول كالذبح بمعنى المذبوح ( في هرة لها ) أي بسبب هرة لها ( خشاش
الأرض ) هي هوامها وحشراتها وقيل صغار الطير وحكى القاضي فتح الخاء وكسرها وضمها
والفتح هو المشهور ( يجر قصبه ) القصب هي الأمعاء ]
(2/622)
(
904 ) وحدثنيه أبو غسان المسمعي حدثنا عبدالملك بن الصباح عن هشام بهذا الإسناد
مثله إلا أنه قال
Y ورأيت في النار امرأة حميرية سوداء طويلة ولم يقل من بني إسرائيل
(2/622)
10 -
( 904 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثنا محمد بن
عبدالله بن نمير ( وتقاربا في اللفظ ) قال حدثنا أبي حدثنا عبدالملك عن عطاء عن
جابر قال
Y انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات
إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الناس إنما انكسفت لموت إبراهيم
فقام النبي صلى الله عليه و سلم فصلى بالناس ست ركعات بأربع سجدات بدأ فكبر ثم قرأ
فأطال القراءة ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة
الأولى ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع فقرأ قراءة دون القراءة الثانية
ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه من الركوع ثم انحدر بالسجود فسجد سجدتين ثم قام
فركع أيضا ثلاث ركعات ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها وركوعه
نحوا من سجوده ثم تأخر وتأخرت الصفوف خلفه حتى انتهينا ( وقال أبو بكر حتى انتهى
إلى النساء ) ثم تقدم وتقدم الناس معه حتى قام في مقامه فانصرف حين انصرف وقد آضت
الشمس فقال يا أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان
لموت أحد من الناس ( وقال أبو بكر لموت بشر ) فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى
تنجلى ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين
رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في
النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به
وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض
حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت
يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء
توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه
[ ش ( وقد آضت الشمس ) ومعناه رجعت إلى حالها الأول قبل الكسوف وهو من آض يئيض إذا
رجع ومنه قولهم أيضا وهو مصدر منه ( مخافة أن يصيبني من لفحها ) أي من ضرب لهبها
ومنه قوله تعالى تلفح وجوههم النار أي يضربها لهبها والنفح دون اللفح قال الله
تعالى ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك أي أدنى شيء منه ( بمحجنه ) المحجن عصا معقفة
الطرف ]
(2/622)
11 -
( 905 ) حدثنا محمد بن العلاء الهمداني حدثنا ابن نمير حدثنا هشام عن فاطمة عن
أسماء قالت
Y خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فدخلت على
عائشة وهي تصلى فقلت ما شأن الناس يصلون ؟ فأشارت برأسها إلى السماء فقلت آية ؟
قالت نعم فأطال رسول الله صلى الله عليه و سلم القيام جدا حتى تجلاني الغشي فأخذت
قربة من ماء إلى جنبي فجعلت أصب على رأسي أو على وجهي من الماء قالت فانصرف رسول
الله صلى الله عليه و سلم وقد تجلت الشمس فخطب رسول الله صلى الله عليه و سلم
الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ما من شيء لم أكن رأيته إلا في مقامى
هذا حتى الجنة والنار وإنه قد أوحى إلى أنكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة
المسيح الدجال ( لا أدرى أي ذلك قالت أسماء ) فيؤتي أحدكم فيقال ما علمك بهذا
الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن ( لا أدري أي ذلك قالت أسماء ) فيقول هو محمد هو
رسول الله جاءنا بالبينات والهدي فأجبنا وأطعنا ثلاث مرار فيقال له نم قد كنا نعلم
إنك لتؤمن به فنم صالحا وأما المنافق أو المرتاب ( لا أدري أي ذلك قالت أسماء )
فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت
[ ش ( تجلاني الغشي ) وروى أيضا الغشي وهو بمعنى الغشاوة وهو معروف يحصل بطول
القيام في الحر غير ذلك من الأحوال أي علاني مرض قريب من الإغماء لطول تعب الوقوف
( ما علمك بهذا الرجل ) إنما يقول له الملكان السائلان ما علمك بهذا الرجل ولا
يقول رسول الله امتحانا له وإغرابا عليه لئلا يتلقى منهما أكرام النبي صلى الله
عليه و سلم ورفع مرتبته فيعظمه هو تقليدا لهما لا اعتقادا ولهذا يقول المؤمن هو
رسول الله ويقول المنافق لا أدري فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة
الدنيا وفي الآخرة ]
(2/624)
12 -
( 905 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن
فاطمة عن أسماء قالت
Y أتيت عائشة فإذا الناس قيام وإذا هي تصلي فقلت ما شأن الناس ؟
واقتص الحديث بنحو حديث ابن نمير عن هشام
(2/624)
13 -
( 905 ) أخبرنا يحيى بن يحيى أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة
Y قال لا تقل كسفت الشمس ولكن قل خسفت الشمس
(2/624)
14 -
( 906 ) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا ابن جريج حدثني
منصور بن عبدالرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت
Y فزع النبي صلى الله عليه و سلم يوما ( قالت تعنى يوم كسفت الشمس )
فأخذ درعا حتى أدرك بردائه فقام للناس قياما طويلا لو أن إنسانا أتى لم يشعر أن
النبي صلى الله عليه و سلم ركع - ما حدث أنه ركع من طول القيام
[ ش ( ففزع ) قال القاضي يحتمل أن يكون معناه الفزع الذي هو الخوف يخشى أن تكون
الساعة ويحتمل أن يكون معناه الفزع الذي هو المبادرة إلى الشيء ( فأخذ درعا حتى
أدرك بردائه ) معناه أنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ رداءه فأخذ درع
أهل البيت سهوا ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف فلما علم أهل البيت أنه ترك
رداءه لحقه به والدرع هنا درع المرأة وهو قميصها وهو مذكر ( لو أن إنسانا أتى لم
يشعر ) قوله لم يشعر صفة لإنسان أي لو أتي إنسان غير عالم بركوع النبي صلى الله
عليه و سلم ورآه في قيامه بعد ركوعه ما ظن أنه ركع من أجل طول قيامه فجواب لو هو
قولها ما حدث ]
(2/625)
15 -
( 906 ) وحدثني سعيد بن يحيى الأموى حدثني أبي حدثنا ابن جريج بهذا الإسناد مثله
وقال قياما طويلا يقوم ثم يركع وزاد فجعلت أنظر إلى المرأة أسن مني وإلى الأخرى
وهي أسقم مني
[ ش ( فجعلت أنظر ) يوضحه قولها في الرواية الثانية حتى رأيتني أريد قولها رأيتني
معناه علمت من نفسي أني أريد الخ وهذا من خصائص أفعال القلوب ]
(2/625)
16 -
( 906 ) وحدثني أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا حبان حدثنا وهيب حدثنا منصور عن أمه عن
أسماء بنت أبي بكر قالت
Y كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه و سلم ففزع فأخطأ بدرع
حتى أدرك بردائه بعد ذلك قالت فقضيت حاجتي ثم جئت ودخلت المسجد فرأيت رسول الله
صلى الله عليه و سلم قائما فقمت معه فأطال القيام حتى رأيتني أريد أن أجلس ثم
ألتفت إلى المرأة الضعيفة فأقول هذه أضعف مني فأقوم فركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه
فأطال القيام حتى لو أن رجلا جاء - خيل إليه أنه لم يركع
(2/625)
17 -
( 907 ) حدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن ابن عباس قال
Y انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم والناس معه فقام قياما طويلا قدر نحو سورة البقرة ثم ركع
ركوعا طويلا ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو
دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا
طويلا وهو دون الركوع الأول ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع
ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد انجلت الشمس فقال إن الشمس
والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا
الله قالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا ثم رأيناك كففت فقال إني
رأيت الجنة قتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ورأيت النار
فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء قالوا بم ؟ يا رسول الله قال
بكفرهن قيل أيكفرن بالله ؟ قال بكفر العشير وبكفر الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن
الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط
[ ش ( قدر نحو ) هكذا هو في النسخ قدر نحو وهو صحيح ولو اقتصر على على أحد اللفظين
لكان صحيحا ( كففت ) أي توقفت أوكففت يدك يتعدى ولا يتعدى ( بكفر العشير ) هكذا
ضبطناه بكفر بالباء الموحدة الجارة وفيه جواز إطلاق الكفر على كفران الحقوق وإن لم
يكن ذلك الشخص كافرا بالله تعالى والعشيير المعاشر كالزوج وغيره ]
(2/626)
(
907 ) وحدثناه محمد بن رافع حدثنا إسحاق ( يعني ابن عيسى ) أخبرنا مالك عن زيد بن
أسلم في هذا الإسناد بمثله غير أنه قال ثم رأيناك تكعكعت
[ ش ( تكعكعت ) أي توقفت وأحجمت قال الهروي وغيره يقال تكعكع الرجل وتكاعى وكع
كعوعا إذا أحجم وجبن ]
(2/626)
4 - باب ذكر من قال إنه ركع ثمان ركعات في أربع سجدات
(2/626)
18 -
( 908 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن سفيان عن حبيب عن
طاوس عن ابن عباس قال
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كسفت الشمس ثمان ركعات في
أربع سجدات وعن على مثل ذلك
(2/627)
19 -
( 909 ) وحدثنا محمد بن المثنى وأبو بكر بن خلاد كلاهما عن يحيى القطان قال ابن
المثنى حدثنا يحيى عن سفيان قال حدثنا حبيب عن طاوس عن ابن عباس عن النبي صلى الله
عليه و سلم
Y أنه صلى في كسوف قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأثم
ركع ثم سجد قال والأخرى مثلها
(2/627)
5 - باب ذكر النداء بصلاة الكسوف الصلاة جامعة
(2/627)
20 -
( 910 ) حدثني محمد بن رافع حدثنا أبو النضر حدثنا أبو معاوية ( وهو شيبان النحوى
) عن يحيى عن أبي سلمة عن عبدالله بن عمرو بن العاص ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن
الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا معاوية بن سلام عن يحيى بن أبي كثير قال أخبرني
أبو سلمة بن عبدالرحمن عن خبر عبدالله بن عمرو بن العاص أنه قال
Y لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم نودى بـ
( الصلاة جامعة ) فركع رسول الله صلى الله عليه و سلم ركعتين في سجدة ثم قام فركع
ركعتين في سجدة ثم جلى عن الشمس فقالت عائشة ما ركعت ركوعا قط ولا سجدت سجودا قط
كان أطول منه
[ ش ( عمرو بن العاص ) هو معتل العين لامعتل اللام كما يعلم من القاموس ومن شرح
الشفا لملا على ( فركع ركعتين في سجدة ) أي ركوعين في ركعة والمراد بالسجدة ركعة ]
(2/627)
21 -
( 911 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن أبي
مسعود الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده وإنهما
لا ينكسفان لموت أحد من الناس فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا الله حتى يكشف
مابكم
[ ش ( يخوف الله بهما ) أي بخسفهما ( منها ) أي من تلك الآيات المخوفة ]
(2/628)
22 -
( 911 ) وحدثنا عبدالله بن معاذ العنبري ويحيى بن حبيب قالا حدثنا معتمر عن
إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إن الشمس والقمر ليس ينكسفان لموت أحد من الناس ولكنهما آيتان من
آيات الله فإذا رأيتموه فقوموا فصلوا
(2/628)
23 -
( 911 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو أسامة وابن نمير ح وحدثنا إ
سحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ووكيع ح وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان ومروان كلهم
عن إسماعيل بهذا الإسناد وفي حديث سفيان ووكيع
Y انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم فقال الناس انكسفت لموت إبراهيم
(2/628)
24 -
( 912 ) حدثنا أ بو عامر الأشعري عبدالله بن براد ومحمد بن العلاء قالا حدثنا أبو
أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال
Y خسفت الشمس في زمن النبي صلى الله عليه و سلم فقام فزعا يخشى أن
تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في
صلاة قط ثم قال إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أ حد ولا لحياته ولكن
الله يرسلها يخوف بها عباده فإ ذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه
واستغفاره
وفي رواية ابن العلاء كسفت الشمس وقال يخوف عبادة
[ ش ( فافزعوا ) أي التجئوا من عذابه ]
(2/628)
25 -
( 913 ) عبيدالله بن عمر القواريري حدثنا بشر بن المفضل حدثنا الجريري عن أبي
العلاء حيان بن عمير عن عبدالرحمن بن سمرة قال
Y بينما أنا أرمي بأسهمي في حياة رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ
انكسفت الشمس فنبذتهن وقلت لأنظرن إلى ما يحدث لرسول الله صلى الله عليه و سلم في
انكساف الشمس اليوم فانتهيت إليه وهو رافع يديه يدعو ويكبر ويحمد ويهلل حتى جلى عن
الشمس فقرأ سورتين وركع ركعتين
[ ش ( فنبذتهن ) أي فألقيت سهامي من يدي وطرحتهن قال الراغب النبذ إلقاء الشيء
وطرحه لقلة الإعتداد به ]
(2/629)
26 -
( 913 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى بن عبدالأعلى عن الجريري عن
حيان بن عمير عن عبدالرحمن بن سمرة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال
Y كنت أرتمي بأسهم لي بالمدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه و
سلم إذ كسفت الشمس فنبذتها فقلت والله لأنظرن إلى ما حدث لرسول الله صلى الله عليه
و سلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو قائم في الصلاة رافع يديه فجعل يسبح ويحمد
ويهلل ويكبر ويدعو حتى حسر عنها قال فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى ركعتين
[ ش ( أرتمى ) أي أرمي كما قاله في الرواية الأولى يقال أرمي وأرتمي وأترمى كما
قاله في الرواية الأخيرة والارتماء كالترامي بمعنى المراماة قال ابن الأثير يقال
رميت بالسهم رميا وارتميت ارتماء وتراميت تراميا وراميت مراماة إذا رميت بالسهام
عن القسى وقيل خرجت أرتمي إذا رميت القنص ( حسر عنها ) أي كشف وهو بمعنى قوله في
الرواة الأولى جلى عنها ]
(2/629)
27 -
( 913 ) حدثنا محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح أخبرنا الجريري عن حيان بن عمير
عن عبدالرحمن بن سمرة قال
Y بينما أنا أترمى بأسهم لي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذ خسفت الشمس ثم ذكر نحو حديثهما
[ ش ( أترمى ) يقال خرج يترمى إذا خرج يرمي في الغرض ذكره ابن الأثير ]
(2/629)
28 -
( 914 ) حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن
عبدالرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن عبدالله بن
عمر أنه كان يخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال
Y إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آية من
آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا
(2/630)
29 -
( 915 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير قالا حدثنا مصعب (
وهو ابن المقدام ) حدثنا زائدة حدثنا زياد بن علاقة ( وفي رواية أبي بكر قال قال
زياد بن علاقة ) سمعت المغيرة بن شعبة يقول
Y انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم مات
ابراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى ينكشف
بسم الله الرحمن الرحيم
(2/630)
11 - كتاب الجنائز
(2/630)
[ ش ( الجنائز ) الجنازة مشتقة من جنز إذا ستر ذكره ابن فارس وغيره المضارع يجنز الجنازة بكسر الجيم وفتحها والكسر أفصح ويقال بالفتح للميت وبالكسر للنعش عليه ميت ويقال عكسه حكاه صاحب المطالع الجمع جنائز بالفتح لا غير ]
(2/630)
1 - باب تلقين الموتى لا إله إلا الله
(2/630)
1 -
( 916 ) وحدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن بشر
قال أبو كامل حدثنا بشر بن المفضل حدثنا عمارة بن غزية حدثنا يحيى بن عمارة قال
Y سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقنوا
موتاكم لا إله إلا الله [ ش ( لقنوا موتاكم ) أي ذكروا من حضره الموت منكم بكلمة
التوحد بأن تتلفظوا بها عنده ]
(2/631)
( 916 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال جميعا بهذا الإسناد
(2/631)
2 -
( 917 ) وحدثنا أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ح وحدثني عمرو الناقد قالو جميعا
حدثنا أبو خالد الأحمر عن يزد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عله وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله
(2/631)
2 - باب ما يقال عند المصيبة
(2/631)
3 -
( 918 ) حدثنا يحييى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال ابن
أيوب حدثنا إسماعيل أخبرني سعد بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح عن ابن سفينة عن أم
سلمة أنها قالت
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلم تصيبه مصيبة
فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا
منها - إلا أخلف الله له خيرا منها
قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة ؟ أول بيت هاجر إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه و
سلم
قالت أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له فقلت إن
لي بنتا وأنا غيور فقال أما ابنتها فندعو الله أن يغنيها عنها وأدعو الله أن يذهب
بالغيرة
[ ش ( ما أمره الله ) أي في ضمن مدح الصابرين بقوله في سورة البقرة { الذين إذا
أصابتهم مصيبة } الخ فإن كل خصلة ممدوحة في الكتاب الكريم تتضمن الأمر بها كما أن
المذمومة فيه تقتضي النهي عنها ( اللهم أجرني ) كذا بهمزة واحدة وهو أمر من أجره
الله إذا أصابه فهمزة الوصل المجلوبة لصيغة الأمر أسقطت كما أسقطت في نحو فأتنا
كراهة توالي المثلين وبابه نصر وضرب فيجوز في الجيم الضم والكسر والأول أكثر قال
النووي قال القاضي يقال أجرني بالقصر والمد حكاهما صاحب الأفعال وقال الأصمعي
وأكثر أهل اللغة هو مقصور لا يمد ومعنى أجره الله أعطاه أجره وجزاء صبره وهمه في
مصيبته ( وأخلف لي ) هو بقطع الهمزة وكسر اللام قال أهل اللغة يقال لمن ذهب له مال
أو ولد أو قريب أو شيء يتوقع حصول مثله أخلف الله عليك أي رد عليك مثله فإن ذهب
مالا يتوقع مثله بأن ذهب والد أو عم أو أخ لمن لاجد له ولا والد له قيل له خلف
الله عليك بغير ألف كأن الله خليفة منه عليك ( أي المسلمين خير من أبي سلمة )
استعظام منها لشأن زوجها وتعجب من أن يكن لها خلف خير منه ( أول بيت هاجر إلى رسول
الله صلى الله عليه و سلم ) أي هو أول أهل بيت هاجر مع عياله فهو أول من هاجر
بأهله إلى أرض الحبشة ثم المدينة وكان أخا النبي صلى الله عليه و سلم من الرضاعة
وابن عمته ( وأنا غيور ) هو فعول من الغيرة وهي الحمية والأنفة تكون للرجل على
امرأته ولها عليه يقال رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء لأن فعولا يشترك فيه الذكر
والأنثى قال النووي يقال امرأة غيرى وغيور ورجل غيور وغيران وقد جاء فعول في صفات
المؤنث كثيرا كقولهم امرأة عروس وعروب وضحوك لكثيرة الضحك وعقبة كؤود وأرض صعود
وهبوط وحدور وأشباهها ( يذهب بالغيرة ) يقال أذهب الله الشيء وذهب به كقوله تعالى
ذهب الله بنورهم ]
(2/631)
4 -
( 918 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن سعد بن سعيد قال أخبرني
عمر بن كثير بن أفلح قال سمعت ابن سفينة يحدث أنه سمع أم سلمة زوج النبي صلى الله
عليه و سلم تقول
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من عبد تصيبه مصيبة
فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها - إلا
أجره الله في مصيبته وأخلف له خيرا منها
قالت فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخلف الله
لي خيرا منه رسول الله صلى الله عليه و سلم
(2/631)
5 -
( 918 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نميير حدثنا أبي حدثنا سعد بن سعيد أخبرني عمر
( يعني ابن كثير ) عن ابن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه
و سلم قالت
Y سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول بمثل حديث أبي أسامة
وزاد قالت فلما توفي أبو سلمة قلت من خير من أبي سلمة صاحب رسول الله صلى الله
عليه و سلم ؟ ثم عزم الله لي فقلتها قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه و سلم
[ ش ( ثم عزم الله لي ) أي خلق لي عزما والعزم عقد القلب على إمضاء الأمر قال
تعالى { فإذا عزمت فتوكل على الله } ]
(2/631)
3 - باب ما يقال عند المريض والميت
(2/631)
6 -
( 919 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
شقيق عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على
ما تقولون قالت فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول
الله إن أبا سلمة قد مات قال قولي اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة قالت
فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه محمدا صلى الله عليه و سلم
[ ش ( وأعقبني ) أي بدلني وعوضني منه أي في مقابلته عقبى حسنة أي بدلا صالحا ]
(2/633)
4 - باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر
(2/633)
7 -
( 920 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن خالد
الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب عن أم سلمة قالت
Y دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سلمة وقد شق بصره
فأغمضه ثم قال إن الروح إذا قبض تبعه البصر فضج ناس من أهله فقال لاتدعوا على
أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما يقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي سلمة
وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين
وافسح له في قبره ونور له فيه
[ ش ( وقد شق بصره ) بفتح الشين ورفع بصره هكذا ضبطناه وهو المشهور وضبطه بعضهم
بصره بالنصب وهو صحيح أيضا والشين مفتوحة بلا خلاف قال القاضيي قال صاحب الأفعال
يقال شق بصر الميت وشق الميت بصره ومعناه شخص كما في الرواية الأخرى وقال ابن
السكيت في الإصلاح والجوهري حكاية عن ابن السكيت يقال شق بصر الميت ولا تقل شق
الميت بصره هو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه ( إن الروح
إذا قبض تبعه البصر ) معناه إذا خرج الروح من الجسد يتبعه البصر ناظرا أين يذهب
وفي الروح لغتان التذكير والتأنيث وهذا الحديث دليل للتذكير وفيه دليل أن الروح
أجسام لطيفة متخللة في البدن وتذهب الحياة من الجسد بذهابها ( واخلفه في عقبه في
الغابرين ) أي كن خليفة له في ذريته والعقب مؤخر الرجل واستعير للولد وولد الولد
وقولهم لاعقب له أي لم يبق له ولد ذكر والغابرين أي الباقين كقوله تعالى إلا
امرأته كانت من الغابرين ]
(2/634)
8 -
( 920 ) وحدثنا محمد بن موسى القطان الواسطي حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ حدثنا
أبي حدثنا عبيدالله بن الحسن حدثنا خالد الحذاء بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال
Y واخلفه في تركته وقال اللهم أوسع له في قبره ولم يقل افسح له
وزاد قال خالد الحذاء ودعوة أخرى سابعة نسيتها
(2/634)
5 - باب في شخوص بصر الميت يتبع نفسه
(2/634)
9 -
( 921 ) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج عن العلاء بن يعقوب
قال أخبرني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y ألم تروا الإنسان إذا مات شخص بصره ؟ قالوا بلى قال فذلك حين يتبع
بصره نفسه
[ ش ( شخص بصره ) أي ارتفع ولم يرتد ( يتبع بصره نفسه ) المراد بالنفس هنا الروح ]
(2/635)
( 921 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبدالعزيز ( يعني الدراوردي ) عن العلاء بهذا الإسناد
(2/635)
6 - باب البكاء على الميت
(2/635)
10 -
( 922 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وإسحاق بن إبراهيم كلهم عن ابن
عيينة قال ابن نمير حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن عبيد بن عمير قال قالت
أم سلمة
Y لما مات أبو سلمة قلت غريب وفي أرض غربة لأبكينه بكاء يتحدث عنه
فكنت قد تهيأت للبكاء عليه إذ أقبلت امرأة من الصعيد تريد أن تسعدني فاستقبلها
رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا أخرجه الله منه
؟ مرتين فكففت عن البكاء فلم أبك
[ ش ( غريب وفي أرض غربة ) معناه أنه من أهل مكة ومات بالمدينة ( من الصعيد )
المراد بالصعيد هنا عوالي المدينة وأصل الصعيد ما كان على وجه الأرض ( تسعدني ) أي
تساعدني في البكاء والنوح ]
(2/635)
11 -
( 923 ) حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد ( يعني ابن زيد ) عن عاصم الأحول عن
أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال
Y كنا عند النبي صلى الله عله وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه
وتخبره أن صبيا لها أو ابنا لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها إن لله
ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب فعاد الرسول فقال
إنها قد أقسمت لتأتينها
قال فقام النبي صلى الله عليه و سلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت
معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال له سعد ما هذا ؟
يا رسول الله قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده
الرحماء
[ ش ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ) معناه الحث على الصبر
والتسليم لقضاء الله تعالى وتقديره إن هذا الذي أخذ منكم كان له لا لكم فلم يأخذ
إلا ما هو له فينبغي أن لا تجزعوا كما لا يجزع من استردت منه وديعة أو عارية وقوله
صلى الله عليه و سلم وله ما أعطى معناه أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه بل هو
سبحانه وتعالى يفعل فيه ما يشاء وقوله صلى الله عليه و سلم وكل شيء عنده بأجل مسمى
معناه اصبروا ولا تجزعوا فإن كل من مات فقد انقضى أجله المسمى فمجال تقدمه أو
تأخره عنه فإذا علمتم هذا كله فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم ( ونفسه تقعقع )
القعقعة حكاية حركة الشيء يسمع له صوت والشن القربة البالية والمعنى وروحه تضطرب
وتتحرك لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية ]
(2/635)
( 923 ) وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا ابن فضيل ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية جميعا عن عاصم الأحول بهذا الإسناد غير أن حديث حماد أتم وأطول
(2/635)
12 -
( 924 ) حدثنا يونس بن عبدالأعلى الصدفي وعمرو بن سواد العامري قالا أخبرنا
عبدالله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن الحارث الأنصاري عن عبدالله بن
عمر قال
Y اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتى رسول الله صلى الله عليه و سلم
يعوده مع عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبدالله بن مسعود فلما دخل عليه وجده
في غشية فقال أقد قضى ؟ قالوا لا يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم
فلما رأى القوم بكاء رسول الله صلى الله عليه و سلم بكوا فقال ألا تسمعون ؟ إن
الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا ( وأشار إلى لسانه ) أو
يرحم
[ ش ( شكوى له ) الشكوى هنا المرض يعني مرض سعد بن عبادة مرضا حاصلا له ( غشية )
هو بفتح الغين وكسر الشين وتشديد الياء قال القاضي هكذا رواية الأكثرين قال وضبطها
بعضهم بإسكان الشين وتخفيف الياء وفي رواية البخاري في غاشية وكله صحيح وفيه قولان
أحدهما من يغشاه من أهله والثاني ما يغشاه من كرب الموت ]
(2/636)
7 - باب في عيادة المرضى
(2/636)
13 -
( 925 ) وحدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن جهضم حدثنا إسماعيل ( وهو ابن
جعفر ) عن عمارة ( يعني ابن غزية ) عن سعيد بن الحارث بن المعلى عن عبدالله بن عمر
أنه قال
Y كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه رجل من
الأنصار فسلم عليه ثم أدبر الأنصاري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أخا
الأنصار كيف أخي سعد بن عبادة ؟ فقال صالح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من
يعوده منكم ؟ فقام وقمنا معه ونحن بضعة عشر ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا
قمص نمشي في تلك السباخ حتى جئناه فاستأخر قومه من حوله حتى دنا رسول الله صلى
الله عليه و سلم وأصحابه الذين معه
[ ش ( السباخ ) هي جمع سبخة ككلبة مخفف سبخة ككلمة وهي كما في النهاية الأرض التي
تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر ]
(2/637)
8 - باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى
(2/637)
14 -
( 926 ) حدثنا محمد بن بشار العبدي حدثنا محمد ( يعني ابن جعفر ) حدثنا شعبة عن
ثابت قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y الصبر عند الصدمة الأولى
[ ش ( الصبر عند الصدمة الأولى ) معناه الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر الجزيل
لكثرة المشقة فيه وأصل الصدم الضرب في شيء صلب ثم استعمل مجازا في كل مكروه حصل
بغتة ]
(2/637)
15 -
( 926 ) وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا شعبة عن ثابت البناني عن
أنس بن مالك
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى على امرأة تبكي على صبي لها
فقال لها اتقي الله واصبري فقالت وما تبالي بمصيبتي فلما ذهب قيل لها إنه رسول
الله صلى الله عليه و سلم فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين
فقالت يا رسول الله لم أعرفك فقال إنما الصبر عند أول صدمة أو قال عند أول الصدمة
[ ش ( وما تبالي بمصيبتي ) يقال باليته وباليت به أي ما تكثرت ]
(2/637)
( 926 ) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد ( يعني ابن الحارث ) ح وحدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا عبدالملك بن عمرو ح وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبدالصمد قالوا جميعا حدثنا شعبة بهذا الإسناد نحو حديث عثمان بن عمر بقصته وفي حديث عبدالصمد مر النبي صلى الله عليه و سلم بامرأة عند قبر
(2/637)
9 - باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه
(2/637)
16 -
( 927 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير جميعا عن ابن بشير
قال أبو بكر حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال حدثنا نافع عن
عبدالله
Y أن حفصة بكت على عمر فقال مهلا يا بنية ألم تعلمي أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ؟
[ ش ( إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ) وفي رواية ببعض بكاءأهله عليه وفي رواية
ببكاء الحي وفي رواية يعذب في قبره بما نيح عليه وفي رواية من يبك عليه يعذب قال
إمام النووى وهذه الروايات من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله رضي الله عنهما
وأنكرت عائشة ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه عليهما وأنكرت أن يكون النبي صلى
الله عليه و سلم قال ذلك واحتجت بقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى قالت وإنما
قال النبي صلى الله عليه و سلم في يهودية إنها تعذب وهم يبكون عليها يعني تعذب
بكفرها في حال بكاء أهلها لا بسبب البكاء واختلف العلماء في هذه الأحاديث فتأولها
الجمهور على من وصى بأن يبكى عله ويناح بعد موته فنفذت وصيته فهذا يعذب ببكاء أهله
عليه ونوحهم لأنه بسبه ومنسوب إليه قالوا فأما من بكى عليه أهله وناحوا من غير
وصية منه فلا يعذب لقول الله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى قالوا وكان من عادة
العرب الوصية بذلك ومنه قول طرفة بن العبد
إذا مت فانعينى بما أنا أهله ... وشقي على الحبيب يا ابنة معبد
قالوا فخرج الحديث مطلقا حملا على ما كان معتادا لهم وقالت طائفة هو محمول على من
أوصى بالبكاء والنوح أولم يوص يتركهما فمن أوص بهما أوأهمل الوصية بتركهما يعذب
بهما لتفريطه بإهمال الوصية بتركهما فأما من وصى بتركهما فلا يعذب بهما إذا لا صنع
له فيهما ولا تفريط منه وحاصل هذا القول إيجاب الوصية بتركهما ومن أهملها عذب بهما
وقالت طائفة معنى الأحاديث أنهم كانوا ينوحون على الميت ويندبونه بتعديد شمائله
ومحاسنه في زعمه وتلك الشمائل قبائح في الشرع يعذب بها كما كانوا يقولون يامرمل
النسوان ومخرب العمران ومفرق الأخدان ونحو ذلك مما يرونه شجاعة وفخرا وهو حرام
شرعا
وقالت طائفة معناه أنه يعذب بسماعه بكاء أهله ويرق لهم وإلى هذا ذهب محمد بن جرير
الطبري وغيره وقال القاضي عياض وهو أولى الأقوال واحتجوا بحديث فيه أن النبي صلى
الله عليه و سلم زجر امرأة عن البكاء على أبيها وقال إن أحدكم إذا بكى استعبرله
صويحبه فيا عباد الله لاتعذبوا إخوانكم وقالت عائشة رضي الله عنها معنى الحديث أن
الكافر أو غيره من أصحاب الذنوب يعذب في حال بكاء أهله عليه بذنبه لا ببكائهم
والصحيح من هذه الأقوال ما قدمناه عن الجمهور وأجمعوا على اختلاف مذاهبهم على أن
المراد بالبكاء هنا البكاء بصوت ونياحة لامجرد دمع العين ]
(2/638)
17 -
( 927 ) حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن
سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y الميت يعذب في قبره بما نيح عليه
(2/638)
(
927 ) وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن
المسيب عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y الميت يعذب في قبره بما نيح عليه
(2/638)
18 -
( 927 ) وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن ابن
عمر قال
Y لما طعن عمر أغمي عليه فصيح عليه فلما أفاق قال أما علمتم أن رسول
الله صلى الله عليه و سلم إن الميت ليعذب ببكاء الحي ؟
(2/638)
19 -
( 927 ) حدثني علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي بردة عن أبيه قال
Y لما أصيب عمر جعل صهيب يقول وا أخاه فقال له عمر يا صهيب أما علمت
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببكاء الحي ؟
(2/638)
20 -
( 927 ) وحدثني علي بن حجر أخبرنا شعيب بن صفوان أبو يحيى عن عبدالملك بن عمير عن
أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى قال
Y لما أصيب عمر أقبل صهيب من منزله حتى دخل على عمر فقام بحياله
يبكي فقال عمر علام تبكي ؟ أعلى تبكي ؟ قال إي والله لعليك أبكي يا أمير المؤمنين
قال والله لقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من يبكى عليه يعذب قال
فذكرت ذلك لموسى بن طلحة فقال كانت عائشة تقول إنما كان أولئك اليهود
[ ش ( بحياله ) أي حذائه وعنده ( من يبكي ) هكذا هو في الأصول يبكي بالياء وهو
صحيح ويكون من بمعنى الذي ويجوز على لغة أن تكون شرطية وتثبت الياء ومنه قول
الشاعر ألم يأتيك والإنباء تنمى ]
(2/638)
21 -
( 927 ) وحدثني عمرو الناقد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
Y أن عمر بن الخطاب لما طعن عولت عليه حفصة فقال يا حفصة أما سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول المعول عليه يعذب ؟ وعول عليه صهيب فقال عمر
يا صهيب أما علمت أن المعول عليه يعذب ؟
[ ش ( المعول عليه يعذب ) قال محققوا أهل اللغة يقال عول عليه وأعول لغتان وهو
البكاء بصوت وقال بعضهم لا يقال إلا أعول وهذا الحديث يرد عليه ]
(2/638)
22 -
( 928 ) حدثنا داود بن رشيد حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب عن عبدالله بن أبي
مليكة قال
Y كنت جالسا إلى جنب ابن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان بنت عثمان
وعنده عمرو بن عثمان فجاء ابن عباس يقوده قائد فأراه أخبره بمكان ابن عمر فجاء حتى
جلس إلى جنبي فكنت بينهما فإذا صوت من الدار فقال ابن عمر ( كأنه يعرض على عمرو أن
يقوم فينهاهم ) سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الميت ليعذب ببكاء
أهله قال فأرسلها عبدالله مرسلة
[ ش ( فأراه أخبره بمكان ابن عمر ) أي فأظن قائد ابن عباس أخبره بمكان ابن عمر (
فأرسلها عبدالله مرسلة ) معناه أن ابن عمر أطلق في روايته تعذيب الميت ببكاء الحي
ولم يقيده بيهودي كما قيدته عائشة ولا بوصية كما قيده آخرون ولا قال ببعض بكاء
أهله كما رواه أبوه عمر رضي الله عنهما ]
(2/640)
(
927 ) فقال ابن عباس
Y كنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حتى إذا كان بالبيداء إذا هو
برجل نازل في شجرة فقال لي اذهب فاعلم لي من ذاك الرجل فذهبت فإذا هو صهيب فرجعت
إليه فقلت إنك أمرتني أن أعلم لك من ذلك وإنه صهيب قال مره فليلحق بنا فقلت إن معه
أهله قال وإن كان معه أهله ( وربما قال أيوب مره فليلحق بنا ) فلما قدمنا لم يلبث
أمير المؤمنين أن أصيب فجاء صهيب يقول وأخاه واصاحباه فقال عمر ألم تعلم أو لم
تسمع ( قال أيوب أو قال أولم تعلم أولم تسمع ) أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
قال إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله قال فأما عبدالله فأرسلها مرسلة وأما عمر فقال
ببعض
[ ش ( البيداء ) المفازة لا شيء بها وهنا اسم موضع بين مكة والمدينة ]
(2/640)
(
929 ) فقمت فدخلت علي عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر فقالت لا والله ما قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم قط إن الميت يعذب ببكاء أحد ولكنه قال إن الكافر يزيده
الله ببكاء أهله عذابا وإن الله لهو أضحك وأبكى ولا تزر وازرة وزر أخرى
قال أيوب قال ابن أبي مليكة حدثني القاسم بن محمد قال لما بلغ عائشة قول عمر وابن
عمر قالت إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبني ولكن السمع يخطئ
(2/641)
23 -
( 928 ) حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن
جريج أخبرني عبدالله بن أبي مليكة قال
Y توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة قال فجئنا لنشهدها قال فحضرها ابن
عمر وابن عباس قال وإن لجالس بينهما قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخرى فجلس إلى
جنبي فقال عبدالله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه ألا تنهى عن البكاء ؟ فإن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه
(2/641)
(
927 ) فقال ابن عباس
Y قد كان عمر يقول بعض ذلك ثم حدث فقال صدرت مع عمر من مكة حتى إذا
كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل شجرة فقال إذهب فانظر من هؤلاء الركب ؟ فنظرت
فإذا هو صهيب قال فأخبرته فقال ادعه لي قال فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير
المؤمنين فلما أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه واصاحباه فقال عمر يا صهيب
أتبكي علي ؟ وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله
عليه
(2/641)
(
929 ) فقال ابن عباس
Y فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة فقالت يرحم الله عمر لا والله ما
حدث رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله يعذب المؤمن ببكاء أحد ولكن قال إن
الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه قال وقالت عائشة حسبكم القرآن { ولا تزر
وازرة وزر آخرى } [ 35 / فاطر / الآية 18 ] قال وقال ابن عباس عند ذلك والله أضحك
وأبكى قال ابن أبي مليكة فوالله ما قال ابن عمر من شيء
[ ش ( والله أضحك وأبكي ) يعني أن العبرة لا يملكها ابن آدم ولا تسبب له فيها فكيف
يعاقب عليها فضلا عن الميت ]
(2/641)
(
929 ) وحدثنا عبدالرحمن بن بشر حدثنا سفيان قال عمرو عن ابن أبي مليكة
Y كنا في جنازة أم أبان بنت عثمان وساق الحديث ولم ينص رفع الحديث
عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم كما نصه أيوب وابن جريج وحديثهما أتم من حديث
عمرو
(2/641)
24 -
( 930 ) وحدثني حرملة بن يحيى حدثنا عبدالله بن وهب حدثني عمر بن محمد أن سالما
حدثه عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إن الميت يعذب ببكاء الحي
(2/642)
25 -
( 931 ) وحدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع الزهراني جميعا عن حماد قال خلف حدثنا
حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال
Y ذكر عند عائشة قول ابن عمر الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت رحم
الله أبا عبدالرحمن سمع شيئا فلم يحفظه إنما مرت على رسول الله صلى الله عليه و
سلم جنازة يهودي وهم يبكون عليه فقال أنتم تبكون وإنه ليعذب
(2/642)
26 -
( 932 ) حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال ذكر عند عائشة أن ابن
عمر يرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم
Y إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله عليه فقالت وهل إنما قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن
وذاك مثل قوله إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام على القليب يوم بدر وفيه قتلى
بدر من المشركين فقال لهم ما قال إنهم ليسمعون ما أقول وقد وهل إنما قال إنهم
ليعلمون أن ماكنت أقول لهم حق ثم قرأت { إنك لا تسمع الموتى } [ 27 / النمل / الآية
80 ] { وما أنت بمسمع من في القبور } [ 35 / فاطر / الآية 22 ] يقول حين تبوؤا
مقاعدهم من النار
[ ش ( وهل ) بفتح الواو وفتح الهاء وكسرها أي غلط ونسي ( القليب ) يعني قليب بدر
وهو حفرة رميت فيها جيف كفار قريش المقتولين ببدر وفسر بالبئر العادية القديمة
ولفظه مذكر ليس كلفظ البئر ولذا قال وفيه قتلى بدر والقتلى جمع قتيل ( فقال لهم ما
قال ) هو قوله هل وجدتم ما وعدتم ( حين تبوؤا مقاعدهم من النار ) أي اتخذوا منازل
منها ونزلوها ]
(2/643)
( 932 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا هشام بن عروة بهذا الإسناد بمعنى حديث أبي أسامة وحديث أبي أسامة أتم
(2/643)
27 -
( 932 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن عبدالله بن أبي بكر
عن أبيه عن عمرة بنت عبدالرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبدالله
بن عمر يقول
Y إن الميت ليعذب ببكاء الحي فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبدالرحمن
أما أنه لم يكذب ولكنه نسى أو أخطأ إنما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم على
يهودية يبكى عليها فقال إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها
(2/643)
28 -
( 933 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سعيد بن عبيد الطائي ومحمد بن
قيس عن علي بن ربيعة قال
Y أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب فقال المغيرة بن شعبة سمعت
رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم
القيامة
(2/643)
( 933 ) وحدثني علي بن حجر السعدي حدثنا علي بن مسهر أخبرنا محمد بن قيس الأسدي عن علي بن ربيعة الأسدي عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(2/643)
( 933 ) وحدثناه ابن أبي عمر حدثنا مروان ( يعني الفزاري ) حدثنا سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه و سلم مثله
(2/643)
10 - باب التشديد في النياحة
(2/643)
29 -
( 934 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد ح وحدثني إسحاق
بن منصور ( واللفظ له ) أخبرنا حبان بن هلال حدثنا أبان حدثنا يحيى أن زيدا حدثه
أن أبا سلام حدثه أن أبا مالك الأشعري حدثه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الأحساب
والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة وقال النائة إذا لم تتب قبل موتها
تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب
[ ش ( أربع ) أي خصال أربع كائنة في أمتي من أمور الجاهلية ( لا يتركونهن ) أي كل
الترك إن تتركه طائفة يفعله آخرون ( والاستسقاء بالنجوكم ) يعني اعتقادهم نزول
المطر بسقوط نجم في المغرب مع الفجر وطلوع آخر يقابله من المشرق كما كانوا يقولون
مطرنا بنوء كذا ( ودرع من جرب ) يعني يسلط على أعضائها الجرب والحكة بحيث يغطي
بدنها تغطية الدرع وهو القميص ]
(2/644)
30 -
( 935 ) وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر قال المثنى حدثنا عبدالوهاب قال سمعت يحيى
بن سعيد يقول أخبرتني عمرة أنها سمعت عائشة تقول
Y لما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل ابن الحارثة وجعفر بن
أبي طالب وعبدالله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرف فيه الحزن
قالت وأنا أنظر من صائر الباب ( شق الباب ) فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء
جعفر وذكر بكائهن فأمره أن يذهب فينهاهن فذهب فأتاه فذكر أنهن لم يطعنه فأمره
الثانية أن يذهب فينهاهن فذهب ثم أتاه فقال والله لقد غلبنا يا رسول الله قالت
فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال اذهب فاحث في أفواههن من التراب قالت
عائشة فقلت أرغم الله أنفك والله ما تفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه و سلم
وما تركت رسول الله صلى الله عليه و سلم من العناء
[ ش ( لما جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل الخ ) أي لما جاءهم خبر شهادتهم
( صائر الباب شق الباب ) هكذا هم في روايات البخاري ومسلم صائر الباب شق الباب وشق
الباب تفسير لصائر وقال بعضهم لا يقال صائر وإنما هو صير بكسر الصاد وسكون الياء (
إن نساء جعفر ) خبر إن محذوف بدلالة الحال يعني أن نساء جعفر فعلن كذا وكذا ( قالت
فزعمت ) أي قالت عمرة فزعمت عائشة ( فاحث في أفواههن من التراب ) يقال حثا يحثو
وحثى يحثي لغتان والمعنى أرم في أفواههن التراب والأمر بذلك مبالغة في إنكار
البكاء ومنعهن منه ( أرغم الله أنفك ) أي ألصقك بالرغام وهو التراب أي أذلك الله
فإنك آذيت رسوله وما كففتهن عن البكاء ( ما نفعل ما أمرك رسول الله صلى الله عليه
و سلم ) معناه إنك قاصر لا تقوم بما أمرت به من الإنكار لنقصك وتقصيرك تخبر النبي
صلى الله عليه و سلم بقصورك عن ذلك حتى يرسل غيرك ويستريح من العناء والعناء
المشقة والتعب ]
(2/644)
(
935 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالله بن نمير ح وحدثني أبو الطاهر
أخبرنا عبدالله بن وهب أخبرنا عبدالله ابن وهب عن معاوية بن صالح ح وحدثني أحمد بن
إبراهيم الدورقي حدثنا عبدالصمد حدثنا عبدالعزيز ( يعني ابن مسلم ) كلهم عن يحيى
بن سعيد بهذا الإسناد نحوه وفي حديث عبدالعزيز وما تركت رسول الله صلى الله عليه و
سلم من العي
[ ش ( من العي ) هكذا هو في معظم نسخ بلادنا هنا العي أي التعب وهو بمعنى العناء
السابق في الرواية الأولى ]
(2/644)
31 -
( 936 ) حدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد حدثنا أيوب عن محمد عن أم عطية قالت
Y أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم مع البيعة ألا ننوح فما
وفت منا امرأة إلا خمس أم سليم وأم العلاء وابنة أبي سبرة امرأة معاذ أو ابنة أبي
سبرة وامرأة معاذ
[ ش ( فما وفت منا امرأة إلا الخمس ) قال القاضي معناه لم يف ممن بايع مع أم عطية
رضي الله عنها في الوقت الذي بايعت فيه من النسوة إلا الخمس لا أنه لم يترك
النياحة من المسلمات غير خمس ]
(2/645)
32 -
( 936 ) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أسباط حدثنا هشام عن حفصة عن أم عطية قالت
Y أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في البيعة ألا تنحن فما
وفت منا غير خمس منهن أم سليم
(2/645)
33 -
( 936 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن أبي
معاوية قال زهير حدثنا محمد بن حازم حدثنا عاصم عن حفصة عن أم عطية قالت
Y لما نزلت هذه الآية { يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا
يعصينك في معروف } [ 60 / الممتحنة / الآية 12 ] قالت كان منه النياحة قالت فقلت
يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية لا بد لي من أن أسعدهم
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا آل فلان
(2/645)
11 - باب نهي النساء عن اتباع الجنائز
(2/645)
34 -
( 938 ) حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية أخبرنا أيوب عن محمد بن سيرين قال قالت
أم عطية
Y كنا ننهى عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
(2/646)
35 -
( 938 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن هشام عن حفصة عن أم عطية قالت
Y نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا
(2/646)
12 - باب في غسل الميت
(2/646)
36 -
( 939 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أم
عطية قالت
Y دخل علينا النبي صلى الله عليه و سلم ونحن نغسل ابنته فقال
اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة
كافورا أو شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذننى فلما فرغنا آذناه فألقى إلينا حقوه
فقال أشعرنها إياه
[ ش ( في الآخرة ) أي في الغسلة الآخيرة ( فآذننى ) أي أعلمننى ( حقوه ) بفتح
الحاء وكسرها لغتان يعني إزاره وأصل الحقو معقد الإزار وجمعه أحق وحقى وسمي به
الإزار مجازا لأنه يشد فيه ( أشعرنها إياه ) أي اجعلنه شعارا لها وهو الثوب الذي
يلي الجسد سمي شعارا لأنه يلي شعر الجسد والحكمة في إشعارها به تبريكها به ]
(2/646)
37 -
( 939 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا يزيد بن زريع عن أيوب عن محمد بن سيرين عن
حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت
Y مشطناها ثلاثة قرون
[ ش ( مشطناها ثلاثة قرون ) أي ثلاثة ضفائر جعلنا قرنيها وناصيتها ضفيرة والمراد
بالقرنين جانبا الرأس ومشطناها أي سرحنا شعرها بالمشط ]
(2/646)
38 -
( 939 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس ح وحدثنا أبو الربيع الزهراني وقتيبة
بن سعيد قالا حدثنا حماد ح وحدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية كلهم عن أيوب عن
محمد عن أم عطية قالت
Y توفيت إحدى بنات النبي صلى الله عليه و سلم وفي حديث ابن علية
قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نغسل ابنته وفي حديث مالك قالت دخل
علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم حين توفيت ابنته بمثل حديث يزيد بن زريع عن
أيوب عن محمد عن أم عطية
(2/646)
39 -
( 939 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن أيوب عن حفصة عن أم عطية بنحوه غير
أنه قال
Y ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك فقالت حفصة عن
أم عطية وجعلنا رأسها ثلاثة قرون
(2/646)
(
939 ) وحدثني يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية وأخبرنا أيوب قال وقالت حفصة عن أم عطية
قالت
Y اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا قال وقالت أم عطية مشطناها
ثلاثة قرون
(2/646)
40 -
( 939 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن أبي معاوية قال عمرو
حدثنا محمد بن خازم أبو معاوية حدثنا عاصم الأحوال عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية
قالت
Y لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا رسول
الله صلى الله عليه و سلم قال لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم اغسلنها وترا
ثلاثا أو خمسا واجعلن في الخامسة كافورا أو شيئا من كافور فإذا غسلتنها فأعلمننى
قالت فأعلمناه فأعطانا حقوه وقال أشعرنها إياه
(2/646)
41 -
( 939 ) وحدثنا عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان عن حفصة بنت
سيرين عن أم عطية قالت
Y أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نغسل إحدى بناته فقال
اغسلنها وترا خمسا أو أكثر من ذلك بنحو حديث أيوب وعاصم وقال في الحديث قالت
فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث قرنيها وناصيتها
[ ش ( ثلاثة أثلاث ) أي جعلنا شعرها أثلاثا وجعلنا كل ثلث ضفيرة فحصلت ثلاث ضفائر
ضفيرتان منها قرناها وضفيرة ناصيتها ]
(2/646)
42 -
( 939 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن خالد عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y حيث أمرها أن تغسل ابنته قال لها ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء
منها
(2/646)
43 -
( 939 ) حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلهم عن ابن علية
قال أبو بكر حدثنا اسماعيل بن علية عن خالد عن حفصة عن أم عطية أن رسول الله صلى
الله عليه و سلم قال لهن في غسل ابنته
Y ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها
(2/646)
13 - باب في كفن الميت
(2/646)
44 -
( 940 ) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن
نمير وأبو كريب ( واللفظ ليحيى ) ( قال يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا أبو معاوية
) عن الأعمش عن شقيق عن خباب بن الأرت قال
Y هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبيل الله نبتغي وجه
الله فوجب أجرنا على الله فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئا منهم مصعب بن عمير قتل
يوم أحد فلم يوجد له شيء يكفن فيه إلا نمرة فكنا إذا وضعناها على رأسه خرجت رجلاه
وإذا وضعناها على رجليه خرج رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ضعوها مما
يلي رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها
[ ش ( فوجب أجرنا على الله ) معناه وجوب إنجاز وعد بالشرع لا وجوب العقل ( لم يأكل
من أجره شيئا ) معناه لم توسع عليه الدنيا ولم يعجل له شيء من جزاء عمله ( إلا
نمرة ) النمرة شملة فيها خطوط بيض وسود أو بردة من صوف تلبسها الأعراب ( الإذخر )
هو حشيش معروف طيب الرائحة ( ومنا من أينعت ثمرته ) أي أدركت ونضجت يقال ينع الثمر
وأينع ينعا وينوعا فهو يانع ( فهو يهدبها ) أي يجتنبها وهذا استعارة لما فتح عليهم
من الدنيا ]
(2/649)
( 940 ) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا منجاب بن الحارث التميمي أخبرنا على بن مسهر ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر جميعا عن ابن عيينة عن الأعمش بهذا الإسناد نحوه
(2/649)
45 -
( 941 ) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب ( واللفظ ليحيى ) (
قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية ) عن هشام بن عروة عن أبيه عن
عائشة قالت
Y كفن رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاث أثواب بيض سحولية من
كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة أما الحلة فإنما شبه على الناس فيها أنها اشتريت له
ليكفن فيها فتركت الحلة وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية فأخذها عبدالله بن أبي بكر
فقال لأحبسنها حتى أكفن فيها نفسي ثم قال لو رضيها الله عز و جل لنبيه لكفنه فيها
فباعها وتصدق بثمنها
[ ش ( سحولية ) بفتح السين وضمها والفتح أشهر وهو رواية الأكثرين قال ابن الأعرابي
وغيره هي ثياب بيض نقية لا تكون إلا من القطن وقال آخرون هي منسوبة إلى سحول مدينة
باليمن تحمل منها هذه الثياب ( من كرسف ) الكرسف القطن ( ليس فيها قميص ولا عمامة
) معناه لم يكفن في قميص ولا عمامة وإنما كفن في ثلاثة أثواب غيرهما ولم يكن مع
الثلاثة شيء آخر ( أما الحلة ) قال ابن الأثير الحلة واحدة الحلل وهي برود اليمن
ولا تسمى حلة إلا أن تكون ثوبين ( إزار ورداء ) من جنس واحد ]
(2/649)
46 -
( 941 ) وحدثني علي بن حجر السعدي أخبرنا علي بن مسهر حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت
Y أدرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في حلة يمنيه كانت لعبدالله
بن أبي بكر ثم نزعت عنه وكفن في ثلاثة أثواب سحول يمانية ليس فيها عمامة ولا قميص
فرفع عبدالله الحلة فقال أكفن فيها ثم قال لم يكفن فيها رسول الله صلى الله عليه و
سلم وأكفن فيها فتصدق بها
[ ش ( سحول يمانية ) هكذا هو في جميع الأصول سحول أما يمانية فبتخفيف الياء على
اللغة الفصيحة المشهورة وسحول بضم السين وفتحها والضم أشهر والسحول جمع سحل وهو
ثوب القطن ]
(2/649)
( 941 ) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث وابن عيينة وابن إدريس وعبدة ووكيع ح وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا عبدالعزيز بن محمد كلهم عن هشام بهذا الإسناد وليس في حديثهم قصة عبدالله بن أبي بكر
(2/649)
47 -
( 941 ) وحدثني ابن أبي عمر حدثنا عبدالعزيز عن يزيد عن محمد بن إبراهيم عن أبي
سلمة أنه قال
Y سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقلت لها في كم كفن
رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالت في ثلاثة أثواب سحولية
(2/649)
14 - باب تسجية الميت
(2/649)
48 -
( 942 ) وحدثنا زهير بن حرب وحسن الحلواني وعبد بن حميد ( قال عبد أخبرني وقال
الآخران حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب أن
أبا سلمة بن عبدالرحمن أخبره أن عائشة أم المؤمنين قالت
Y سجي رسول الله صلى الله عليه و سلم حين مات بثوب حبرة
[ ش ( سجى رسول الله صلى الله عليه و سلم حين مات بثوب حبرة ) معناه غطى جميع بدنه
وحبرة ضرب من برود اليمن ]
(2/651)
( 942 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بهذا الإسناد سواء
(2/651)
15 - باب في تحسين كفن الميت
(2/651)
49 -
( 943 ) حدثنا هارون بن عبدالله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال
ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبدالله يحدث
Y أن النبي صلى الله عليه و سلم خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض
فكفن في كفن غير طائل وقبر ليلا فزجر النبي صلى الله عليه و سلم أن يقبر الرجل
بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك وقال النبي صلى الله عليه و سلم
إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه
[ ش ( في كفن غير طائل ) أي حقير غير كامل الستر ( وقبر ليلا ) أي دفن ]
(2/651)
16 - باب الإسراع بالجنازة
(2/651)
50 -
( 944 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة قال أبو بكر
حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و
سلم قال
Y أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير ( لعله قال ) تقدمونها عليه
وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم
(2/651)
( 944 ) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد جميعا عن عبدالرزاق أخبرنا معمر ح وحدثنا يحيى بن حبيب حدثنا روح بن عبادة حدثنا محمد بن أبي حفصة كلاهما عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم غير أن في حديث معمر قال لا أعلمه إلا رفع الحديث
(2/651)
51 -
( 944 ) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وهارون بن سعيد الأيلي ( قال هارون
حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب ) أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني
أبو أمامة بن سهل بن حنيف عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول
Y أسرعوا بالجنازة فإن كانت صالحة قربتموها إلى الخير وإن كانت غير
ذلك كان شرا تضعونه عن رقابكم
(2/651)
17 - باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها
(2/651)
52 -
( 945 ) وحدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وهارون بن سعيد الأيلي ( واللفظ لهارون
وحرملة ) ( قال هارون حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب ) أخبرني يونس عن ابن
شهاب قال حدثني عبدالرحمن بن هرمز الأعرج أنا أبا هريرة قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم
Y من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله
قيراطان قيل وما القيراطان ؟ قال مثل الجبلين العظيمين
انتهى حديث أبي الطاهر وزاد الآخران قال ابن شهاب قال سالم بن عبدالله بن عمر وكان
ابن عمر يصلي عليها ثم ينصرف فلما بلغه حديث أبي هريرة قال لقد ضيعنا قراريط كثيرة
(2/652)
( 945 ) حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبدالأعلى ح وحدثنا ابن رافع وعبد بن حميد عن عبدالرزاق كلاهما عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم إلى قوله الجبلين العظيمين ولم يذكرا ما بعده وفي حديث عبدالأعلى حتى يفرغ منها وفي حديث عبدالرزاق حتى توضع في اللحد
(2/652)
(
945 ) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل بن خالد
عن ابن شهاب أنه قال حدثني رجال عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل
حديث معمر وقال
Y ومن اتبعها حتى تدفن
(2/652)
53 -
( 945 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثني سهيل عن أبيه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y من صلى على جنازة ولم يتبعها فله قيراط فإن تبعها فله قيراطان قيل
وما القيراطان ؟ قال أصغرهما مثل أحد
(2/652)
55 -
( 945 ) حدثني شيبان بن فروخ حدثنا جرير ( يعني ابن حازم ) حدثنا نافع قال قيل
لابن عمر إن أبا هريرة يقول يا أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
يقول
Y من تبع جنازة فله قيراط من الأجر فقال ابن عمر أكثر علينا أبو
هريرة فبعث إلى عائشة فسألها فصدقت أبا هريرة فقال ابن عمر لقد فرطنا في قراريط
كثيرة
(2/652)
56 -
( 945 ) وحدثني محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا عبدالله بن يزيد حدثني حيوة حدثني
أبو صخر عن يزيد بن عبدالله بن قسيط أنه حدثه أن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص
حدثه عن أبيه
Y أنه كان قاعدا عند عبدالله بن عمر إذ طلع خباب صاحب المقصورة فقال
يا عبدالله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة ؟ إنه سمع رسول الله صلى الله عليه
و سلم يقول من خرج مع جنازة من بيتها وصلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان
من أجر كل قيراط مثل أحد ومن صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد ؟ فأرسل
ابن عمر خبابا إلى عائشة يسألها عن قول أبي هريرة ثم يرجع إليه فيخبره ما قالت
وأخذ ابن عمر قبضة من حصباء المسجد يقلبها في يده حتى رجع إليه الرسول فقال قالت
عائشة صدق أبو هريرة فضرب ابن عمر بالحصى الذي كان في يده الأرض ثم قال لقد فرطنا
في قراريط كثيرة
[ ش ( وأخذ ابن عمر قبضة من حصباء المسجد وقال في آخره فضرب ابن عمر بالحصى ) هكذا
ضبطناه الأول حصباء والثاني بالحصى جمع حصاة وهكذا هو في معظم الأصول والحصباء هو
الحصى ]
(2/652)
57 -
( 946 ) وحدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى ( يعني ابن سعيد ) حدثنا شعبة حدثني قتادة
عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن ثوبان مولى رسول الله صلى
الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y من صلى على جنازة فله قيراط فإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط
مثل أحد
(2/654)
(
946 ) وحدثني ابن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي قال وحدثنا ابن المثنى حدثنا
ابن أبي عدي عن سعيد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا أبان كلهم عن قتادة
بهذا الإسناد مثله وفي حديث سعيد وهشام
Y سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن القيراط ؟ فقال مثل أحد
(2/654)
18 - باب من صلى عليه مائة شفعا فيه
(2/654)
58 -
( 947 ) حدثنا الحسن بن عيسى حدثنا ابن المبارك أخبرنا سلام بن أبي مطيع عن أيوب
عن أبي قلابة عن عبدالله بن يزيد رضيع عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له
إلا شفعوا فيه
قال فحدثت به شعيب بن الحبحاب فقال حدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و
سلم
[ ش ( فحدثت به شعيب ) القائل فحدثت به الخ هو سلام بن أبي المطيع الراوي أولا عن
أيوب هكذا بينه النسائي في روايته ]
(2/654)
19 - باب من صلى عليه أربعون شفعوا فيه
(2/654)
59 -
( 948 ) حدثنا هارون بن معروف وهارون بن سعيد الأيلي والوليد بن شجاع السكوني (
قال الوليد حدثني قال الآخران حدثنا ابن وهب ) أخبرني أبو صخر عن شريك بن عبدالله
بن أبي نمر عن كريب مولى ابن عباس عن عبدالله بن عباس
Y أنه مات ابن له بقديد أو بعسفان فقال يا كريب انظر ما اجتمع له من
الناس قال فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له فأخبرته فقال تقول هم أربعون ؟ قال نعم
قال أخرجوه فإني سمعت رسول الله عليه وسلم يقول ما من رجل مسلم يموت فيقوم على
جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه
وفي رواية ابن معروف عن شريك ابن أبي نمر عن كريب عن ابن عباس
[ ش ( بقديد أو بعسفان ) شك من الراوي وقديد وعسفان موضعان بين الحرمين ]
(2/655)
20 - باب فيمن يثنى عليه خير أو شر من الموتى
(2/655)
60 -
( 949 ) وحدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر
السعدي كلهم عن ابن علية ( واللفظ ليحيى ) قال حدثنا ابن علية أخبرنا عبدالعزيز بن
صهيب عن أنس بن مالك قال
Y مر بجنازة فأثنى عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت
وجبت وجبت ومر بجنازة فأثنى عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه و سلم وجبت
وجبت وجبت قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثنى عليها خيرا فقلت وجبت وجبت
وجبت ومر بجنازة فأثنى عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت ؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه و سلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار
أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض
[ ش ( فأثنى عليها خيرا فأثنى عليها شرا ) هكذا هو في بعض الأصول خيرا وشرا بالنصب
وهو منصوب بإسقاط الجار أي فأثنى بخير وبشر وفي بعضها مرفوع ومعنى الإثناء هو
الوصف يستعمل في الخير والشر والاسم الثناء قال في المصباح يقال أثنيت عليه خيرا
وبخير وأثنيت عليه شرا وبشر لأنه بمعنى وصفته ]
(2/655)
(
949 ) وحدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد ( يعني ابن زيد ) ح وحدثني يحيى بن
يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان كلاهما عن ثابت عن أنس قال
Y مر على النبي صلى الله عليه و سلم بجنازة فذكر بمعنى حديث
عبدالعزيز عن أنس غير أن حديث عبدالعزيز أتم
(2/655)
21 - باب ما جاء في مستريح ومستراح منه
(2/655)
61 -
( 950 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن محمد بن عمرو بن
حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدث
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر عليه بجنازة فقال مستريح
ومستراح منه قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه فقال العبد المؤمن
يستريح من نصب الدنيا والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب
(2/656)
( 950 ) وحدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرزاق جميعا عن عبدالله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن عمرو عن ابن لكعب بن مالك عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم وفي حديث يحيى ابن سعيد يستريح من أذى الدنيا ونصبها إلى رحمة الله
(2/656)
22 - باب في التكبير على الجنازة
(2/656)
62 -
( 951 ) حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نعى للناس النجاشي في اليوم الذي مات
فيه فخرج بهم إلى المصلى وكبر أربع تكبيرات
[ ش ( نعى للناس النجاشي ) أي أخبرهم بموته يقال نعى الميت ينعاه نعيا إذا أذاع
موته وأخبر به والنجاشي لقب ملك الحبشة قال ابن الأثير الياء مشددة وقيل الصواب
تخفيفها ]
(2/656)
63 -
( 951 ) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل بن
خالد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبدالرحمن أنهما حدثاه عن أبي
هريرة أنه قال
Y نعى لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم النجاشي صاحب الحبشة في
اليوم الذي مات فيه فقال استغفروا لأخيكم
قال ابن شهاب وحدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه
و سلم صف بهم بالمصلى فصلى فكبر عليه أربع تكبيرات
(2/656)
( 951 ) وحدثني عمرو الناقد وحس الحلواني وعبد بن حميد قالوا حدثنا يعقوب ( وهو ابن إبراهيم بن سعد ) حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب كرواية عقيل بالإسنادين جميعا
(2/656)
64 -
( 952 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن سليم بن حيان قال
حدثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن عبدالله
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على أصحمة النجاشي فكبر عليه
أربعا
(2/657)
65 -
( 952 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء عن جابر بن
عبدالله قال قال سول الله صلى الله عليه و سلم
Y مات اليوم عبد لله صالح أصحمة فقام فأمنا وصلى عليه
(2/657)
66 -
( 952 ) حدثنا محمد بن عبيد الغبري حدثنا حماد عن أيوب عن أبي الزبير عن جابر بن
عبدالله ح وحدثنا يحيى بن أيوب ( واللفظ له ) حدثنا ابن علية حدثنا أيوب عن أبي
الزبير عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إن أخاكم قد مات فقوموا فصلوا عليه قال فقمنا فصفنا صفين
(2/657)
67 -
( 953 ) وحدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر قالا حدثنا اسماعيل ح وحدثنا يحيى بن أيوب
حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين قال قال رسول
الله صلى الله عليه و سلم
Y إن أخا لكم قد مات فقوموا فصلوا عليه يعني النجاشي وفي رواية زهير
إن أخاكم
(2/657)
23 - باب الصلاة على القبر
(2/657)
68 -
( 954 ) حدثنا حسن بن الربيع ومحمد بن عبدالله بن نمير قالا حدثنا عبدالله بن
إدريس عن الشيباني عن الشعبي
Y أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى على قبر بعد ما دفن فكبر
عليه أربعا
قال الشيباني فقلت للشعبي من حدثك بهذا ؟ قال الثقة عبدالله بن عباس هذا لفظ حديث
حسن وفي رواية ابن نمير قال انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى قبر رطب فصلى
عليه وصفوا خلفه وكبر أربعا قلت لعامر من حدثك ؟ قال الثقة من شهده ابن عباس
[ ش ( إلى قبر رطب ) أي جديد وترابه رطب بعد لم تطل مدته فبيس ( الثقة ) أي
الموثوق به وهو فاعل فعل مقدر دل عليه السؤال أي حدثني الثقة وما بعده بدل وعطف
بيان ]
(2/658)
( 954 ) وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم ح وحدثنا حسن بن الربيع وأبو كامل قالا حدثنا عبدالواحد بن زياد ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا وكيع حدثنا سفيان ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة كل هؤلاء عن الشيباني عن الشعبي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثله وليس في حديث أحد منهم أن النبي صلى الله عليه و سلم كبر عليه أربعا
(2/658)
69 -
( 954 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وهارون بن عبدالله جميعا عن وهب بن جرير عن شعبة
عن إسماعيل بن أبي خالد ح وحدثني أبو غسان محمد بن عمرو الرازي حدثنا يحيى بن
الضريس حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي حصين كلاهما عن الشعبي عن ابن عباس عن النبي
صلى الله عليه و سلم
في صلاته على القبر نحو حديث الشيباني ليس في حديثهم وكبر أربعا
(2/658)
70 - ( 955 ) وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي حدثنا غندر حدثنا شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى على قبر
(2/659)
71 -
( 956 ) وحدثني أبو الربيع الزهراني وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ( واللفظ لأبي
كامل ) قالا حدثنا حماد ( وهو ابن زيد ) عن ثابت البناني عن أبي رافع عن أبي هريرة
Y أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ( أو شابا ) ففقدها رسول الله صلى
الله عليه و سلم فسأل عنها ( أو عنه ) فقالوا مات قال
أفلا كنتم آذنتمونى
قال فكأنهم صغروا أمرها ( أوأمره ) فقال دلوني على قبرها فدلوه فصلى عليها ثم قال
إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز و جل ينورها لهم بصلاتي عليهم
[ ش ( تقم المسجد ) أي تكنسه والقمامة الكناسة والمقمة المكنسة ( آذنتموني ) أي
أعلمتموني ]
(2/659)
72 -
( 957 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار قالوا حدثنا محمد
بن جعفر حدثنا شعبة ( وقال أبو بكر عن شعبة ) عن عمرو بن مرة عن عبدالرحمن بن أبي
ليلى قال
Y كان زيد يكبر على جنائزنا أربعا وإنه كبر على جنازة خمسا فسألته
فقال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكبرها
(2/659)
24 - باب القيام للجنازة
(2/659)
73 -
( 958 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وابن نمير قالوا
حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم
Y إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع
[ ش ( تخلفكم ) أي تصيرون وراءها غائبين عنها ( أو توضع ) أي عن أعناق الرجال أو
توضع في القبر ]
(2/659)
74 -
( 958 ) وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث ح
وحدثني حرملة أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس جميعا عن ابن شهاب بهذا الإسناد وفي حديث
يونس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
ليث ح وحدثنا ابن رمح أخبرنا الليث عن نافع عن ابن عمر عن عامر بن ربيعة عن النبي
صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى تخلفه أو
توضع من قبل أن تخلفه
(2/659)
75 -
( 958 ) وحدثني أبو كامل حدثنا حماد ح وحدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا إسماعيل
جميعا عن أيوب ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيدالله ح وحدثنا ابن
المثنى حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق
أخبرنا ابن جريج كلهم عن نافع بهذا الإسناد نحو حديث الليث بن سعد غير أن حديث ابن
جريج قال النبي صلى الله عليه و سلم
Y إذا رأى أحدكم الجنازة فليقم حين يراها حتى تخلفه إذا كان غير
متبعها
(2/659)
76 -
( 959 ) حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y إذا اتبعتم جنازة فلا تجلسوا حتى توضع
(2/660)
77 -
( 959 ) وحدثني سريج بن يونس وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل ( وهو ابن علية ) عن
هشام الدستوائي ح وحدثنا محمد ابن المثنى ( واللفظ له ) حدثنا معاذ بن هشام حدثني
أبي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة بن عبدالرحمن عن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إذا رأيتم الجنازة فقوموا فمن تبعها فلا يجلس حتى توضع
(2/660)
78 -
( 960 ) وحدثني سريج بن يونس وعلي بن حجر قالا حدثنا إسماعيل ( وهو ابن علية ) عن
هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبيدالله بن مقسم عن جابر بن عبدالله قال
مرت جنازة فقام لها رسول الله صلى الله عليه و سلم وقمنا معه فقلنا يا رسول الله
إنها يهودية فقال
Y إن الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا
[ ش ( فزع ) مصدر وصف به للمبالغة أو تقديره ذو فزع أي خوف وهول ]
(2/660)
79 -
( 960 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير
أنه سمع جابرا يقول
Y قام النبي صلى الله عليه و سلم لجنازة مرت به حتى توارت
(2/660)
80 - ( 960 ) وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق عن ابن جريج قال أخبرني أبو الزبير أيضا أنه سمع جابرا يقول قام النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لجنازة يهودي حتى توارت
(2/660)
81 -
( 961 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى
وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى
Y أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية فمرت بهما جنازة فقاما
فقيل لهما إنها من أهل الأرض فقالا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم مرت به جنازة
فقام فقيل إنه يهودي فقال أليست نفسا
[ ش ( من أهل الأرض ) معناه جنازة كافر من أهل تلك الأرض وقال القاضي عياض أي من
أهل الذمة المقرين بأرضهم على أداء الجزية ]
(2/661)
( 961 ) وحدثنيه القاسم بن زكرياء حدثنا عبيدالله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن عمرو بن مرة بهذا الإسناد وفيه فقالا كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فمرت علينا جنازة
(2/661)
25 - باب نسخ القيام للجنازة
(2/661)
82 -
( 962 ) وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر ( واللفظ
له ) حدثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ أنه قال
Y رآني نافع بن جبير ونحن في جنازة قائما وقد جلس ينتظر أن توضع
الجنازة فقال لي ما يقيمك ؟ فقلت أنتظر أن توضع الجنازة لما يحدث أبو سعيد الخدري
فقال نافع فإن مسعود بن الحكم حدثني عن علي بن أبي طالب أنه قال قام رسول الله صلى
الله عليه و سلم ثم قعد
(2/661)
83 -
( 962 ) وحدثني محمد بن المثنى وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر جميعا عن الثقفي
قال بن المثنى حدثنا عبدالوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال أخبرني واقد بن عمرو بن
سعد بن معاذ الأنصاري أن نافع بن جبير أخبره أن مسعود بن الحكم الأنصاري أخبره أنه
سمع علي بن أبي طالب يقول في شأن الجنائز إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام ثم
قعد
وإنما حدث بذلك لأن نافع بن جبير رأى واقد بن عمرو قام حتى وضعت الجنازة
(2/661)
( 962 ) وحدثنا أبو كريب حدثنا ابن أبي زائدة عن يحيى بن سعيد بهذا الإسناد
(2/661)
84 -
( 962 ) وحدثني زهير بن حرب حدثنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا شعبة عن محمد بن
المنكدر قال سمعت مسعود بن الحكم يحدث عن علي قال
Y رأينا رسول الله صلى الله عليه و سلم قام فقمنا وقعد فقعدنا يعني
في الجنازة
(2/661)
( 962 ) وحدثناه محمد بن أبي بكر المقدمي وعبيدالله بن سعيد قالا حدثنا يحيى ( وهو القطان ) عن شعبة بهذا الإسناد
(2/661)
26 - باب الدعاء للميت في الصلاة
(2/661)
85 -
( 963 ) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي أخبرنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن
حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير سمعه يقول سمعت عوف بن مالك يقول
Y صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو
يقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء
والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا
من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر
( أو من عذاب النار ) قال حتى تمنيت أن أكون أنا ذلك الميت
[ ش ( وعافه ) أمر من المعافاة أي خلصه من المكاره ( وأكرم نزله ) النزل بضم الزاي
وإسكانها ما يعد للنازل من الزاد أي أحسن نصيبه من الجنة قال تعالى { إن الذين
آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزل } ا ( ووسع مدخله ) أي قبره ]
(2/662)
(
963 ) قال وحدثني عبدالرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى
الله عليه و سلم بنحو هذا الحديث أيضا
[ ش ( وحدثني عبدالرحمن بن جبير ) القائل وحدثني هو معاوية بن صالح الراوي في
الإسناد الأول عن حبيب ]
م ( 963 ) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبدالرحمن بن مهدي حدثنا معاوية بن
صالح بالإسنادين جميعا نحو حديث ابن وهب
(2/662)
86 -
( 963 ) وحدثنا نصر بن علي الجهضمي وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن عيسى بن يونس عن
أبي حمزة الحمصي ح وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي ( واللفظ لأبي الطاهر
) قالا حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي حمزة بن سليم عن عبدالرحمن بن
جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال
Y سمعت النبي صلى الله عليه و سلم ( وصلى على جنازة ) يقول اللهم
اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بماء وثلج وبرد ونقه
من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا
من أهله وزوجا خيرا من زوجه وقه فتنة القبر وعذاب النار
قال عوف فتمنيت أن لو كنت أنا الميت لدعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك
الميت
(2/662)
27 - باب أين يقوم الإمام من الميت للصلاة عليه
(2/662)
87 -
( 964 ) وحدثنا يحيى بن يحيى التميمي أخبرنا عبدالوارث بن سعيد عن حسين بن ذكوان
قال حدثني عبدالله بن بريدة عن سمرة بن جندب قال
Y صليت خلف النبي صلى الله عليه و سلم وصلى على أم كعب ماتت وهي
نفساء فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم للصلاة عليها وسطها
[ ش ( وسطها ) أي حذاء وسطها قال النووي السنة أن يقف الإمام عند عجيزة الميتة ]
(2/664)
( 964 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا ابن المبارك ويزيد بن هارون ح وحدثني علي بن حجر أخبرنا ابن المبارك والفضل بن موسى كلهم عن حسين بهذا الإسناد ولم يذكروا أم كعب
(2/664)
88 -
( 964 ) وحدثنا عقبة بن المثنى وعقبة بن مكرم العمي قالا حدثنا بن أبي عدي عن حسين
عن عبدالله بن بريدة قال قال سمرة بن جندب
Y لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم غلاما فكنت أحفظ
عنه فما يمنعني من القول إلا أن ههنا رجالا هم أسن مني وقد صليت وراء رسول الله
صلى الله عليه و سلم على امرأة ماتت في نفاسها فقام عليها رسول الله صلى الله عليه
و سلم في الصلاة وسطها وفي رواية ابن المثنى قال حدثني عبدالله بن بريدة قال فقام
عليها للصلاة وسطها
(2/664)